عجبا لوجد لا يلين شديده … وغرام قلب شب فيه وقوده
ولقد عهدت القلب وهو موحد … فعلام يقضى في العذاب خلوده
إتلاف نفسي في هواك حياتها … وفناء قلبي في رضاك وجوده
وإن استربت سلي شهود مدامعي … قد صح من في وجنتيه شهوده
هل تذكرين عهود أيام الحمى … لله أيام الحمى وعهوده
أيام وجه الدهر طلق والصبا … لدن المعاطف يانع أملوده
فاليوم عاد القرب منا في الهوى … بعدا وصال على الوصال صدوده
ولقد شجاني بارق متألق … يشجى به صب الفؤاد عميده
أورى بجنح الليل في سقط اللوى … سقطا ورت خلل السحاب زنوده
وهمى على طلل الأحبة ديمة … فحسبت عيني عند ذاك تجوده
وكأن نور جبين يوسف نوره … وكأن ديمته الملثة جوده
ملك أقام الحق يخفق ظله … فالحق خفاق الرواق مديده
وحباه رب العرش آية مفخر … حكمت له أن الملوك عبيده
وحمى الجزيرة حاملا أعباءها … بلهام جيش لا يكت عديده
وغدا بأسباب العلا متمسكا … فيها فحفظ الله ليس يؤوده
من كان أنصار النبي جدوده … فملائك السبع الطباق جنوده
ماست غصون رماحه وتفتحت … بشقائق النصر العزيز بنوده
وأعد أوزار الحروب صوافنا … تمضي على عقبانهن أسوده
من كل أجرد سابق عبل الشوى … ما إن تحط عن الحروب لبوده
يرمى به الغرض البعيد فينثني … بطلابه كثب المزار بعيده
ويكاد ينتعل الهلال إذا سرى … ويقلد الشمس المنيرة جيده
وقواضبا بيضا سقين دم العدا … فبدا على صفحاتها توريده
ومفاضة زغبا تضاعف نسجها … حلقاء قدر نسجها داوده
وحنية تحنو على سهم الردى … فيصيب شالكة الرمي سديده
أضحى الضلال بها يصوح نبته … وأخضر من دين الحنيفة عوده
أخليفة الرحمن والملك الذي … تنميه من أقيال خزروج صيده
ماذا ينمق في امتداحك مادح … لا ينزف البحر الخضم وروده
ما زهر روض الغور روضة الحيا … وحنت عليه بروقه ورعوده
وسرى سقيط الطل في أوراقه … بردا كدر أسلمته عقدوه
وكأنه في ضفة النهر انتشى … وغدا يبوح بسره عربيده
بجني ورد شج وجنته الندى … أو سوسن شقت عليه بروده
وتخال غصن البان فيه عابدا … ما إن يريم ركوعه وسجوده
بأنم من مسرى امتداح عاطر … يهدى إلى نادي علاك فريده
ألبست هذا الملك ثوب جلالة … يبقى على مر الجديد جديده
وعضدت دين الله بابن نصيره … حتى سما فوق السماء عموده
جاهدت دين الكفر حتى سمته … خسفا ورام السلم منك عنيده
وتبعت آثار النبي ميمما … مما أمه صديقه وشهيده
قابلت شهر الصوم منك بما به … ينهل من فضل الآلاء مزيده
ووصلت تم الليل منه بيومه … ذكرا يبلغه القبول صعوده
وشرعت للصدقات أصفى مشرع … يندى على حر الصدور بروده
فجزاك بالأجر الجزيل صيامه … وحباك بالنصر المؤزر عيده
فاهنأ به في الدهر أسعد قابل … طلعت بعز المسلمين سعوده
لما مررت إلى مصلاه ضحى … والترب يلثم أخمصيك صعيده
قضيت من حق الشريعة مقصدا … لزم الملوك الصالحين أكيده
فاخلد ودم وانعم بسابع نعمة … تترى وملك لا يثل مشيده
لا زال ذكرك في البسيطة دائما … يسري على كتد الزمان حميده
من كاد ملكك من عدو يبتغي … شرا فإن الله عنك يكيده