عاد عهد المدير في اعين الناس … حميدا وأقصر اللوام
وتقضى بغي البغاة عليهم … وتقضى الاعنات والإرغام
ساسهم ماهر بعدل فأنسى … ما جناه الجهال والظلام
لا يرى جانف إليه سبيلا … ويراها الحريب والمستضام
ثبتت فيه خالدات المعاني … وانتفى ما أعارهن الرغام
فله والشخوص تطوى نشور … وله والسنون تفنى دوام
نصف في الرجال سمح المحيا … لا يطول الانداد منه القوام
غير سبط اليدين إلا إذا ما … عني الفضل منه والإنعام
حسن السمت والسجية في كل … نبيل مرآتها الهندام
في اساريره لمن يجتليها … يتراءى الذكاء والإقدام
مطمئن بنفسه وإليها … رابط الجأش والصروف ضخام
من عذيري إن قصر الوصف عن إيفاء ما يتقضيه هذا المقام … إن عداني في النقل ما راع في الأصل فإن المفرط الرسام
ابتلك الحياة والعجب الماليء … أقسامها يحيط كلام
بدئت نهضة البلاد وفياه … من سماء الرجاء برق يشام
لا وذكراه إنها لشعاع … ليس يغشاه في النفوس قتام
وعلى قدر ما تجددها الأقوام … تقوى وتمجد الاقفوام
يوم فخر شهدتموه فما غاب … به نيلها ولا الأهرام
ذلك الراحل الذي شفه من … همها فوق ما يشف السقام
وقضى في تحول الحال ثبتا … لم يحل عهده لها والذمام
طالعوا رسمه الجميل وفيه … كل زاه من الحلى يستام
فهو يرنو كأنه عاد حيا … يملأ العين وجهه البسام
أي شكر من الذين تولوا … أن يبشوا الى الذين أقاموا
أي شكر من الذين تولوا … أن يبثوا إلى الذين أقاموا
كيف أضحى على الحداثة في ذلك … وهو المدرب العلام
يفتق الحيلة الذكاء ويبدي … فضل تلك الأدارة الاستخدام
ومع الصبر والعزيمة تخضر … الموامي ويستدر الجهام
زال ذاك الديوان بعد وفاء الدين … وانفض شمله المتلام
فخلا ماهر وما زال فيه … تحت ماء العود النضير ضرام
كان لا يألف القرار وبالإغماد … يصدى ويصدأ الصمصام
فاستمد الهدى ليأتنف السير … وطال التفكير والإنعام
فهواه هوى البلاد ومن هام … رأى الغيب قلبه المستهام
والمحب الابر من قاده وحي … هواه ولم يقده الزمام
نشأت في الحمى نقابة خير … لسراة البلاد فيها انتظام
تبذل النفس والنفيس احتسابا … خالصا واملرام نعم المرام
ما عناها إلا السواد الذي يشقى … ومن حظ غيره الإنعام
ألسواد الذي يقوم على الأرض … واقرانه هي الانعام
تتوخى له النصيحة والرشد … وتحمي ضعافه أن يضاموا
جمعت شملها وقدم فيالجمع … كريم مقدموه كرام
حمل العبء ماهر وهو من يحسن … تدبير كل أمر يسام
إن أريد الضياء فهو شهاب … أو أريد المضاء فهو حسام
فأرانا كيف التعاون والركنان … فيه نزاهة ووئام
وارانا كيف الصراحة والصدق … وكيف الإتقان والإحكام
وأرانا أن الزعامة ضرب … من إخاء لا سائم ومسام
والجماعات إخوة وفخار … للمولين أنهم خدام
ثم كان اليوم الذي ندبته … مصر فيه والأمر أمر جسام
رب يوم بين المنى والمنايا … كان أحجى في مثله الإحجام
موقف عدت الوزارة وزرا … فيه والمنذرات سحب ركام
غير أن التأثيم قد يخطيء المرمى … إلى حيث لا يكون أُام
ومن النقض فيالتجارب ما يصلحه … في العواقب الإقبرام
فانبرى ماهر ينافح عن رأي … وإن جل دونه ما يسام
في رفاق جدوا فجادت عليههم … بالذي لم تجد به الأيام
مهد الشوط آخرون ومنهم … كان في آخر المدى الاقتحام
ملك مصر القديم عاد جديدا … مستتبا جلاله والنظام
وبناء الدستور رد وطيدا … مستقرا عماده والدعام
بفتوح ترد في كل يوم … من حقوق ما ضيعت أعوام
رجعت بسطة الاجانب قبضا … واستقرت في أهلها الاحكام
ولريب الزمان يعتد ما يعتده … للطوارئ الاحزام
إنما القصد عاصم من مزلات … كبار تزلها الاقدام
قل لمن يزدري الحطا من الاخطار … ما لا يصون إلا الحطام
كيف يرجى مع الخصاص أمن … لامرئ من هوانها واعتصام
ومن القصد صحة الجسم هل تسلم … إلا بالحيطة الأجسام
إن بقيا الفتى على الجسم والبقيا … على المال في الخلال تؤام
تلك حال رشيدة كان يؤتم … بها مصطفى ونعم الامام
نزهتها عن كل ذام أياديه … الحميدات والمساعي الجسام
سل به تدر كيف تقطع أسباب … التعادي وتوصل الأرحام
وتعان المحصنات الأيامى … وتعال العفاة والأيتام
إن يخب سائل فما خاب يوما … في ذراه المؤمل المعتام
أأريكم ما كان ينفق فيه … وقته حين يستطاب الجمام
تلك آيات من فقدنا وما دونت … منها هو اللباب العظام
صدرت عن خلال نفس جدير … كنهها أن يماط عنه اللثام
نفس حر أخلاقه نسق تصدق … فيها الهواء والوغام
ما بها نبوة على أنه الوادع … آنا وآنا الضرغام
كان في نفسه عظيما فما يزهيه … من حيث جاءه الإعظام
إن سيف الجهاد وهو عتاد … لا يجلي وقد يحلي الكهام
وتجافى السير المريب فلم يلحق … بأطراف ظله الاتهام
بين تثبت الحقائق فيه … ناصعات وتنتفي الوهام
من يكون الجليس يصغي إليه … سامعوه وللووه ابتسام طرفة من تنادر مستحب إثر أخرى والبادرات سجام
من خطيب يشفى أوام بما يلقي … ويذكو إلى السماع أوام
نبرات كأنها زأرات … ولحون كأنها أنغام
كل عمر إلى ختام ولكن … راع فيك القلوب هذا الختام
أي سهم رميت في صدر ولهى … بك كان ترد عنها السهام
ذات صون وعصمة لم ينلها … فيحماك الأذى ولا الإيلام
من رواعي الذمام ما دام في القلب … ذماء وفي الوفاء ذمام
غير هذي النوى وما أعقبته … كل حال عداك فيها الذام
جارك الله والثواب جليل … فامض يا مصطفى عليك السلام
هذه كتبه يعود إليها … وهي أزكى ما تثمر الأقلام
يكشف العيش عن مباهجه فيها … وتسلى الشجون والآلآم
وتناجى بما يسر ويسجي … يقظات الأفكار والاحلام
غير كأن المطالعات على التثقيف … عون وليس فيها التمام
وابتغاء التمام كان يجوب الأرض … ذاك المهذب الهمام
طاف ما طاف تحت كل سماء … عائدا كلما تلا العام عام
ليس في أمة غريبا وما من … لغة ما له بها إلمام
يستفيد الطريف من كل فن … ولمصر مما جناه اغتنام
أيها النازح الذي خلف اسما … أكبرته فيا لمشرقين الأنام
من يكون الأديب بعدك لا إغراب … في قوله ولا إعجام