عادت عليك عوائد الأعوام … في العز والإجلال والإعظام
وعمرت هذا الملك منتهيا به … أمد الدهور وغاية الأيام
في صحة مصحوبة بتمام … وسلامة موصولة بدوام
وقهرت أشياع الضلال مؤيدا … بنوافذ الأقدار والأحكام
وبلغت حيث نوت لقصدك همة … موصولة الإنجاد والإتهام
متذلل لك عز كل ممنع … متسهل لك صعب كل مرام
حتى تبوأ بالمشارق طاعة … مأمولة من معرق وشآمي
وترد نائي الملك في أوطانه … من عهد كل متوج فمقام
وتنيخ رحل العز غير مدافع … بمعاهد الأخوال والأعمام
وتحل بالحرمين منك كتائب … مأمونة الإحلال والإحرام
فبك استعاذ الملك من سطو العدى … وغدا بسيفك باهر الأعلام
وبنور وجهك أشرقت سبل الهدى … وانجاب عنها غيهب الإظلام
وبجودك اتصلت أماني الورى … بالنجح وانفصمت عرى الإعدام
فليشكرن الدين أن أوليته … عطف الشقيق وخلة الأرحام
فصدعت عنه الجور صدعة ثائر … ونظمت فيه العدل أي نظام
فاسعد بأضعاف الجزاء وخذ به … أوفى الحظوظ وأوفر الأقسام
وليهنك الفوز الذي أحرزته … نسكا بأزكى قربة وصيام
وليهنك الفطر الذي استقبلته … لهجا بغير تحية وسلام
مستبشرا بالحاجب الندب الذي … في برئه برء من الأسقام
بدر المعالي شفه بعض الذي … ما زال يلحق كل بدر ظلام
وشكاة ضرغام جدير كرها … من جسم ضرغام إلى ضرغام
حميت جوانح صدره شوقا إلى … لمع الأسنة في الهجير الحامي
وشكا اعتلالا حين هام تذكرا … نحو الطعان ونحو ضرب الهام
وأنا الزعيم بأن عاجل برئه … في قرع طبل أو صليل لجام
أو لبس درع أو تهادي سابح … أو مد رمح أو بريق حسام
خواض أهوال الحروب مساور … غلب الليوث مضعضع الآجام
مستقبل بالنجح ممنوع الحمى … ماضي الطعان مؤيد الإقدام
أم العداة فصال صول حمام … وسقى العفاة فصاب صوب غمام
ولرب مبهمة الفروج تمزقت … غماؤها عن وجهه البسام
حازت له الهمم السنية منزلا … في الفخر أعجز خاطر الأوهام
وتهللت منه المكارم والندى … والبأس عن ملك أغر همام
أعطى السيادة حقها حتى اغتدت … منه الحجابة في المحل السامي
وحوى عن المنصور غر شمائل … قادت له الدنيا بغير زمام
يا ربنا فاحفظ علينا منهما … ذخر الرجاء وعدة الإسلام
يا موسع الراجين إفضالا ويا … مأوى الغريب وكافل الأيتام
أعجز بجهدي أن يفي بالعهد من … منن علي لراحتيك جسام
فلأفخرن على الزمان وأهله … بصلات جود من نداك كرام
أصبحن لي دون اللئام وقاية … وإلى علاك وسيلتي وذمامي
والعدل في حكم المكارم والعلا … أن يشفع الإنعام بالإنعام
فلأشكرنك أو تجيء منيتي … ولأرجونك أو يحم حمامي
ولأصرمن علائق الأمل الذي … يقتادني لسواك أي صرام