طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ، وَالخَيرُ يُبْتَغى … فلمْ نَرَ أنْدى مِنْكَ ظِلاًّ وَأَسْبَغا
وزرنا بني كعبٍ فخلنا وجوههمْ … شموساً نبتْ عنها النَّواظرُ بزَّغا
فأنتَ الحيا والجودُ يغبرُّ أفقهُ … وليثُ الشَّرى والبأسُ يحمرُّ في الوغى
وتسطو كما يعتنُّ في جريانهِ … أتيٌّ إذا ماردَّ ريعانهُ طغى
وَلَولاكَ لَمْ تَرْضَعْ غَوادِيَ مُزْنَة ٍ … خَمَائِلُ تَضْحي السُّحْبُ عَنْهُنَّ رُوغَّا
لكَ الرّاحَة ُ الوَطْفاءُ يُربي نَوالُها … على مطرٍ في صفحة ِ الأرضِ رسَّغا
وعزمة ُ ذي شبلينِ إنْ شمَّ مرغماً … أخاضَ النَّجيعَ الوردَ ناباً وأولغا
ونادٍ يغضُّ الطَّرفُ فيهِ مهابة ً … ولا ينقلُ العوراءُ عنهُ ولا اللَّغا
فلا الماحلُ الواشي يفوهُ بباطلٍ … لديهِ، ولا الإصغاءُ يدني المبلِّغا
يكادُ فَمُ الجَبّارِ يَرْشُفُ بُسْطَهُ … إذا الخَدُّ في أَطرافِهِنَّ تَمرَّغا
إذا ما مَخَضْتَ الرّأْيَ وَالخَطْبُ عاقِدٌ … نَواصِيَهُ بانَ الصَّريحُ مِنَ الرُّغا
تَشيمُ الظُّبا حَتّى إذا الحَرْبُ أُلْقِحَتْ … هَزَزْتَ حُساماً لِلجَماجِمِ مِفْدَغَا
غدا والرّدى تستنُّ في شفراتهِ … يَميرُ دَماً بالحائِنينَ تَبَيَّغا
فَما الرَّأيُ إِلاّ أَنْ يُضَرِّجَ غَرْبَهُ … بِهِ تَحْتَ أَذيالِ العَجاجِ وَيَصْبُغا
ولا عزَّ حتّى تتركُ القرنُ مرهقاً … حمتهُ العوالي أن يعيثَ وينزغا
فبكِّرْ عليهِ بالأراقمِ لسَّعاً … وأسرِ إليهِ بالعقاربِ لدَّغا
وَأَرْعِفْ شَباة َ الرُّمْحِ، فَالنَّصْرُ حائِمٌ … عليكَ إذا ما الطَّعنُ بالدَّمِ أوزغا
وكلّ امرئٍ جازى المسيءَ بفعلهِ … فلا حَزْمَهُ أَلْغَى ، ولا الدّينَ أَوْتَغَا
فِدى ً لكَ مَنْ يَطوي الهِجاءُ أديمَهُ … على حَلَمٍ إذْ لَمْ يَجِدْ فيهِ مَدْبَغا
وَقَدْ نَعَشَتْهُ ثَرْوَة ٌ غيرَ أَنَّهُ … أَعَدَّ بِها لِلذَّمِّ عِرْضاً مَمَشَّغا
فَإنَّ ازْدِيادَ المالِ مِنْ غَيْرِ نائِلٍ … يَشين الفَتى كَالسِّنِ لُزَّ بِهِ الشَّغا
إذا صيحَ بالأمجادِ أقمأَ شخصهُ … وَإِنْ زَأَرَ الضِّرغامُ في غابِهِ ثَغا
وإن هدرتْ يومَ الفخارِ شقاشقٌ … شحا فاهُ يستقري الكلامَ الممضَّغا
تلوبُ المنى من راحتيهِ على صرى ً … وتمتاحُ بحراً من يمينكَ أهيغا
وَشارِدَة ٍ يَطوي بِها الأرضَ بازِلٌ … إذا اضطربَ الأعناقُ من لغبٍ رغا
أَدارَ بِها الرّاوي كُؤوسَ مُدامَة ٍ … يَظَلُّ فَصيحُ القَوْمِ مِنْهُنَّ أَلْثَغا
وَدونَ قَوافيها كبا كُلُّ شاعِرٍ … إذا قيدَ كرهاً في أزمَّتها ضغا
فذلَّلتها حتّى تحلَّتْ بمنطقٍ … يردُّ على أعقابِ وحشيِّها اللُّغا
أَراكَ بِطَرفٍ ما زَوى عَنْكَ لَحْظَهُ … ولا افترَّ عن قلبٍ إلى غيركم صغى
بقيتَ ضجيعَ العزِّ في خضنٍ دولة ٍ … لَبِسْتَ بِها طَوْقَ الأَهِلَّة ِ مُفْرَغا