طفلان كالخوين مؤتلفان … شبا وشب على الهوى القلبان
متمازجين كأنما نفسااهما … نفس لها شبحان منفصلان
يتشاطران العيش إن يحسن وإن … يخشن كما تتشاطر العينان
لبثا على هذا الوصال بريهة … ثمانقضت وتفارق الخلان
كانت أليفته وكان أليفها … فسطا النوى وتشتت الإلفان
جزعا لهذا البين حتى كان لا … يلهو بشيء ذانك الفتين
سررعان ما أنمى الجوى عقليهما … وتعلما التفكير قبل اوان
فتراسلا لا يحسنان كتابة … بالذكر وهو رسول كل جنان
وتشاكيا كل إلى آلامه … شكوى أدل على وفاء العاني
واسترسلا كل إلى آماله … بالقرب بعد تطاوح الهجران
لكنه طال البعاد وشوغلا … عن مؤلم التذكار بالحدثان
فاستودعا في معلمين لينموا … بهما على الآداب والعرفان
ولينسيا ذاك القديم من الهوى … في عشرة الأتراب والأقران
فتعلما النطق الصحيح وعودا … خط الحروف كلاهما في آن
حتى إذا رسما الكلام جرى كما … اتفقا على قلميهما لفظان
خلوان من معنى وفي قلبيهما … لهما أحب منى الحياة معاني
جمعا البلاغة كلها في اسمين قد … كتبا بلا حسن ولا إتقان
كتب الفتى سلمى وخطت يوسف ط … وغليك ما عنيا ببعض بيان
قال الفتى يا من تحلى لي اسمها … فرسمته ويداي ترتجفان
صورته وكأن صورتها بدت … فيه أراها دونه وتراني
وعبدت احرفه كرمز حاجب … صنما رآه عابد الأوثان
لكن شجاني الطرس قر بضمه … ومشوق صدري دائم الخفقان
وأغارني قلمي يصر مقبلا … تلك الحروف بملثم رنان
فحطمت شقيه توهم أن ما … عاقبته شفتان آثمتان
سلمى وم أحلى اسمها وحروفه … موصولة كقالائدالعقيان
متشابكات يرتضعن على المدى … ماء الحياة معا وهن هواني
ولو أنهن فصلن بتن أاسفا … كاليتم يفطم مرضع الولدان
يا ذي الحروف أأأنت عالمة بما … أوليته من طائل الإحسان
لو كنت منك لما فتئت منعما … أبدا بأطيب ملتقى وقران
ولما غدوت على الفراق كما أرى … روحا تهم بفرقة الجثمان
طال النوى يا منيتي سلمى فهل … زمن التنائي آذن بتداني
ما زلت ملء نواظري وخواطري … لكن شفتاي موحشتان
يا ليتنا طفلان لم نبرح كما … كنا إلى متأخر الزمان
قالوا لمثلك في المدارس سلوة … كذبوا ايسلوا كاره السلوان
بي حرقة أخفيتها عنهم كما … يخفي الرماد ذواكي النيران
سلمى العلوم جميعها في لفظة … كالعطر قطرته عصير جنان
سلمى الحياة وما النعيم مخلدا … يشرى لدى إقبالها بثواني
سأجد في طلبي فأستدني به … زمنا اصير وفي يدي عناني
فأطير من شغفي إليك تشوقا … وأبل غلة قلبي الظمآن
قالت وقد رسمت على الطرس اسمه … يامن وقفت لحبه وجداني
وحلا هواني فيه لي وصبابتي … حتى كأني قد هويت هواني
ليكن فدى لك يا أليف طفولتي … أن بت فيك أليفة الأشجان
وغدوت استجلي جمالك غائبا … من احرف نمقتها ببناني
نمقتها وكأنني صورتها … عن صورة مرسومة بجناني
سودتها ورحوفها في مهجتي … نارية كتبت بأحمر قاني
يبغي الأقارب لي هناء آتيا … بالعلم وهو لي الشقاء الثاني
أيضاع في غير الهوى عهدالصبا … والعمر من بعد الشبيبة فاني
ألنستزيد يقيننا بضلالنا … وبجهلنا نقضي أحب زمان
خلوا سبيل الطير يمرح هانئا … في جوه ويورد كل مكان
وليلحقن بإلفه وليسعدا … حينا قبيل العهد بالحزان
ههذا يسير من معان جاوزت … وسع أمريء وقد احتواها اسمان
ولربما عجزت بلاغات الورى … عما يخط بلا هدى طفلان