صفحاً لصرفِ الدهرِ عن هفواتهِ … إذ كانَ هذا اليَوْمُ من حَسَنَاتِهِ
يومٌ يسطرُ في الكتابِ مكانهُ … كمكانِ بسمِ الله في ختماتهِ
مطلَ الزمانُ بهِ زماناً أنفساً … أنِفَتْ وَعَادَ لهَا إلى عاداتِهِ
والغيثُ لا يَسِمُ البلادَ بنَفْعِهِ … إلاّ إذا اشتاقَتْ لوَسْمِيّاتِهِ
يا معجزَ الأيامِ قرعُ صفاتهِ … ومجملَ الدنيا بحسنِ صفاتهِ
بل أحنَفاً في حِلْمِهِ وَثَباتِهِ … بل حارثَ الهيجاءِ في وثباتهِ
بل كعبة َ المَعرُوفِ بل كعبَ النّدى … والماءُ يقسمُ شربهُ بحصاتهِ
إن كنتَ غِبتَ عن البلادِ فلم تَغِبْ … عن خاطري إذ أنتَ من خطراتهِ
لو كنتَ فتشتَ النسيمَ وجدتهُ … ودعاؤنا يأتيكَ في طَيّاتِهِ
أحببْ بسفرتكَ التي بقدومها … جَمَعتْ إلينا الجُودَ بعدَ شَتاتِهِ
وأفادكَ الملكانِ زائدَ رفعة ٍ … كالسيفِ يصقلُ بعد حدَّ ظباتهِ
وكفى اهتماماً منهما بكَ أن غدا … كلٌّ يريدُكَ أنْ تكونَ لذاتِهِ
وَالجَدُّ إن أمضَى عزيمَة َ ماجِدٍ … راحَ السكونُ ينوبُ عن حركاتهِ
وأتى البشيرُ فلو يسوغُ لواحدٍ … منا لقاسمهُ لذيذَ حياتهِ
فاربأ بعزمكَ لم تدعْ من منصبٍ … يُفضي إلى رُتَبِ العُلى لم تَأتِهِ
وتَفَرّعَتْ للمَجدِ منكَ ثَلاثَة ٌ … كثلاثة ِ الجوزاءِ في جنباتهِ
مِن كلّ مَهديٍّ غَدا في مَهدِهِ … يسمو إلى أسلافهِ بسماتهِ
أفضَى إلَيهِ المُشتري بسُعُودِهِ … وأعاذهُ بهرامُ من سطواتهِ
شَرُفَتْ بنَصْرٍ في البرِيّة ِ مَعشَرٌ … هوَ فيهِمُ كالسّنّ فوْقَ لِثاتِهِ
قوْمٌ همُ في البِيدِ خَيرُ سُراتِها … حسباً وهم في الدهرِ خيرُ سراتهِ
شرفَ الزمانُ بكلّ ندبٍ منهمُ … مُتَيَقّظٌ وَهَبَ العُلا غَفَوَاتِهِ
ألِفَ النّدى وَرَأى وُجوبَ صِلاتِهِ … كرَماً وَلم يُفرَضْ وُجوبُ صِلاتِهِ
يؤتي المنايا والمنى كالليثِ في … غابَاتِهِ وَالغَيثِ في غَبَّاتِهِ
ذو عزمة ٍ إنْ راحَ في سفراتهِ … سَكَبتْ شَبا الهِنديّ من شَفَرَاتِهِ
يا مَنسَكَ المَعرُوفِ أحرَمَ منطِقي … زَمَناً وَقد لَبَّاكَ من مِيقاتِهِ
هذا زهيركَ لا زهير مزينة ٍ … وافاكَ لا هرماً على علاتهِ
دعهُ وحولياتهِ ثمّ استمعْ … لزهيرِ عصركَ حسنَ ليلياتهِ
لو أنشدتْ في آل جفنة َ أضربوا … عن ذِكْرِ حَسّانٍ وَعن جَفَناتِهِ