الوَردُ في وَجنَتِهِ مُشرِقٌ … كَأَنَّما يَشرَبُ مِن مَدمَعي
صريع الغواني
يا عَينُ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مِدرارِ … لا تُعذِري في البُكا لا حينَ إِعذارِ أَبكانِيَ الدَهرُ…
كَأَنَّ المَنايا عالِماتٌ بِأَمرِهِ … إِذا خَطَرَت أَرماحُهُ وَمَناصِلُه
ذَهِلتُ فَلَم أَنقَع غَليلاً بِعَبرَةٍ … وَأَكبَرتُ أَن أَلقى بِيَومِكَ ناعِيا فَلَمّا بَدا لي أَنَّهُ لاعِجُ…
وَأَحبَبتُ مِن حُبِّها الباخِلي … نَ حَتّى وَمَقتُ اِبنَ سَلمٍ سَعيدا إِذا سيلَ عُرفاً كَسا وَجهَهُ…
وَإِنّي وَإِسماعيلُ يَومَ وَداعِهِ … لَكَالغُمدِ يَومَ الرَوعِ فارَقَهُ النَصلُ أَما وَالحُبالاتِ المُمِراتِ بَينَنا … وَسائِلَ…
لا يَمنَعَنَّكَ خَفضَ العَيشِ في دِعَةٍ … نُزوعُ نَفسٍ إِلى أَهلٍ وَأَوطانِ تَلقى بِكُلِّ بِلادٍ إِن…
كِتابُ فَتىً أَخى كَلَفٍ طَروبِ … إِلى خَودٍ مُنَعَّمَةِ لَعوبِ صَبَوتُ إِلَيكِ مِن حُزنٍ وَشَوقٍ ……
وَأَكثَرُ أَفعالِ اللَيالي إِساءَةً … وَأَكثَرُ ما تَلقى الأَمانِيَ كَواذِبا
وَراضي القَلبِ غَضبانِ اللِسانِ … لَهُ خُلقانِ ما يَتَشابَهانِ يُسِرُّ مَوَدَّتي وَيُطيلُ هَجري … وَيَمزُجُ لي…
قَد كُنتُ قَبلَكِ خِلواً فَاِبتُليتُ بِمَن … لا أَحمَدُ الدَهرَ لي في حُبِّها حالا مِثالُها زَهرَةُ…
تَبَسَّمَ عَن مِثلِ الأَقاحي تَبَسَّمَت … لَهُ مُزنَةٌ صَيفِيَّةٌ فَتَبَسَّما
فَالكَلبُ إِن جاعَ لَم يَعدُمَكَ بَصَبصَةً … وَإِن يَنَل شَبعَةً يَنبَح عَلى الأَثَرِ
حَياتُكَ يا اِبنَ سَعدانَ بنِ يحيى … حَياةٌ لِلمَكارِمِ وَالمَعالي جَلَبتُ لَكَ الثَناءَ فَجاءَ عَفواً ……
بِروحِيَ مَكفوفَ اللَواحِظِ لَم يَدَع … سَبيلاً إِلى صَبٍّ يَفوزُ بِخَيرِهِ سَوالِفُهُ تُفني الوَرى خَلِّ لَحظَهُ…
أَيَزيدُ يا مَغرورُ أَلأَمَ مَن مَشى … تَرجو الفَلاحَ وَأَنتَ نُطفَةُ مَزيَدِ إِن كُنتَ تُنكِرُ مَنطِقي…
سَقى اللَهُ أَيّاماً لَنا لَسنَ رُجَّعاً … وَسُقياً لِعَصرِ العامِريَّةِ مِن عَصرِ لَيالي أَجرَرتُ البَطالَةَ مِقوَدي…
أَخٌ لِيَ يُعطيني إِذا ما سَأَلتُهُ … وَلَو لَم أُعَرِّض بِالسُؤالِ اِبتَدانِيا
أَديري عَلى الراحِ ساقِيَةَ الخَمرِ … وَلا تَسأَليني وَاِسأَلي الكَأسَ عَن أَمري كَأَنَّكِ بي قَد أَظهَرَت…
خَرَجنَ خُروجَ الأَنجُمِ الزُهرِ فَاِلتَقى … عَلَيهُنَّ مِنهُنَّ المَلاحَةُ وَالشَكلُ وَخالٍ كَخالِ البَدرِ في وَجهِ مِثلِهِ…
كَأَنَّهُ شِلوُ كَبشٍ وَالهَواءُ لَهُ … تَنّورُ شاوِيَةٍ وَالجَذعُ سُفّودُ
سَبَقتَ بِمَعروفٍ وَصَلّى ثَنائِيا … فَلَمّا تَمادى جَريُنا صِرتَ تالِيا فَأَقسَمتُ لا أَجزيكَ بِالسوءِ مِثلَهُ ……
وَقَد كانَ لا يَصبو وَلَكِنَّ عَينَهُ … رَأَت مَنظَراً يُضني القُلوبَ فَرانَها
أَيا سُرورٌ وَأَنتَ يا حَزَنُ … لِم لَم أَمُت حينَ صارَتِ الظُعُنُ أَطالَ عُمرِيَ أَم مُدَّ…
وَيَومٌ كَأَنَّ الشَمسَ فيهِ مَريضَةٌ … مِنَ الدَجنِ مَطلولُ الضُحى وَالظَهائِرِ جَمَعتُ لَهُ الأَشتاتَ مِن كُلِّ…
قُل لِاِبنِ مَيٍّ لا تَكُن جازِعاً … لَيسَ عَلى البِرذَونِ مِن فَوتِ طَأطَأَ مِن تيهِكَ فُقدانُهُ…
أَحَقٌّ أَنَّهُ أَودى يَزيدُ … تَأَمَّل أَيُّها الناعي المُشيدُ تَأَمَّل مَن نَعَيتَ وَكَيفَ فاهَت … بِهِ…