سوى رسنى قاده الباطلُ … وعاج به الطائلُ الحائلُ
وغيري شفاه الخيالُ الكذوبُ … وعلَّله الواعدُ الماطلُ
وبات يغلغل في صدره … بجدِّ الأسى رشأٌ هازلُ
نبا اليومَ عن كلّ سمعٍ أحبَّ … وسمعي له وطنٌ قابلُ
سرى البرقُ وهنا فما شاقني … وثار فما راعني البازلُ
وغنَّى الحمامُ فلا صافرٌ … هفا بضلوعي ولا هادلُ
وبيضُ الصوارم لي بارقٌ … وماءُ الجماجم لي وابلُ
وللجبنُ خيرٌ لو أنَّ الردى … عن المرء في عيشه غافلُ
نشزتُ فمن شاء فليجفني … إذا متُّ والعزّلى واصلُ
كم الضيمُ تحت رواق القنوع … أما يأنف الأدبَ الخاملُ
فلو أدرك المجدُ بين البيو … ت لما أصحرَ الأسدُ الباسلُ
إذا كان في الأرض رزقٌ بلا … سؤال فلا أفلح السائلُ
أرى المالَ يحميه ذلُّ الطِّلا … ب كالدُّر يشقى به العاملُ
تقدَّمْ ولا تتوقَّ الحما … مَ فما أنت من يومه وائلُ
وقد دلَّ حائلُ لونِ الشباب … على أنّ عمرَ الفتى حائلُ
حبائلُ لا بدّ من جذبها … وإن هو راخى بها الحابلُ
أرجِّي غداً وقريبا رجو … تُ لو كان لي في غدٍ طائل
وكم سال دمعي لحال تزو … ل وهو على فقدها سائلُ
يحبِّب مكروهَ يومي غدي … وينسي أذى عامي القابلُ
وما الخطب في أدبٍ ناتج … ومن دونه أملٌ حائلُ
إلى كم يكفكف غربي العرا … قُ خداعا وتسحرني بابلُ
وتبرزُ بغدادُ لي وجهها … فيخدعني حسنها الخائلُ
ويلوي بأياميَ الصالحا … ت يومُ بطالتها العاجلُ
وهل نافعي ظلُّ أفيائها … وظلّ علائي بها زائلُ
أقيم عليها بأمر الهوى … وأمرُ النُّهى أنني راحلُ
غدا ربعُ حالي بها مقفرا … ومن فقري ربعها آهلُ
وفي كلّ نادي قبيلٍ بها … من الفخر بي مجلسٌ حافلُ
وفوق فقارى من أهلها … وسوقُ أذى ً ما لها حاملُ
يفوتُ الطُّلاة َ مفاريقها … إذا صرّ من تحتها الكاهلُ
إلام أدامجهم سابرا … لساني حشاً داؤها داخلُ
وأحمل قلّة إنصافهم … كما يحملُ الجلبة البازلُ
فمن جاهلٍ بي أو عارفٍ … بخيل فيا ليته جاهلُ
وليس سكوتي عنهم رضاً … ولكنه غضبٌ عاقلُ
كفى صاحبي غدرة ً أن علت … به الحالُ وانحطّ بي نازلُ
أما تستحي حاليا بالغنى … ومولاك قبل الغنى عاطلُ
وأن تركبَ النجم ظهرا إلى … مناك ولي أملٌ راجلُ
فأقسم لو دولة الدهر لي … لما مال عنك بها مائلُ
ولا اقتسمت بيننا صوعها … بأقسط ما قسمَ العادلُ
تذكَّرْ فكم قولة ٍ أمس قل … تَ والفعلُ يضمنه القائلُ
وكلْ إن أكلتَ وأطعمْ أخاك … فلا الزاد يبقى ولا الآكلُ
عجبت لمغترسي بالوداد … وغصني من رفده ذابلُ
ومنتقصي حظَّ إسعاده … ويشهدُ لي أنني فاضلُ
أسلّم للفقر كفّي وأن … ت دون فمي رامحٌ نابلُ
وهل عائدٌ بحياة القتي … ل أن يستقاد به القاتلُ
سل الماضغي بفم الإغتيابِ … أما يبشمُ الدمُ يا ناهلُ
أفي كلّ يومٍ دبيبٌ إل … يَّ بالشرّ عقربهُ شائلُ
يقول العدوُّ ويصغي الصديقُ … وشرٌّ من القائل القابلُ
لئن ساء سمعي ما قلتمُ … ففضلي لما ساءكم فاعلُ
وما عابني ناقصٌ منكمُ … بشيء سوى أنني فاضلُ
حمى الله لي منصفا وحده … حماني وَ الجورُ لي شاملُ
وحيّا ابن أيوب من حافظٍ … وفى وأخي خائنٌ خاذلُ
كريمٌ صفا لي من قلبه ال … ودادُ ومن يده النائلُ
ولم ترتجعه معالي الأمو … ر عنى وحولُ الغنى الحائل
ولا قلّص الملكُ عاداته … معي وهو في ثوبه رافلُ
تسحَّلَ لي كلُّ حبلٍ علق … تُ وهو بيمناه لي فاتلُ
مقيم على خلقٍ واحدٍ … إذا ملكالشبم الناقلُ
زحمتُ صدورَ الليالي به … وظهري عن شملنى ناكلُ
وضمَّ عليّ عزيبَ المنى … وقد شُلَّ سارحها الهاملُ
فلا وأبى المجد ما ضرني … حياً قاطعٌ وهوَ الواصلُ
فتى ً جوده أبدا مسبلٌ … وفي الديمة الطلُّ والوابلُ
فكلُّ أنامله لجّة ٌ … ولا بحرَ إلا له ساحلُ
يمدّ إلى المجد باعا تطول … إذا قصّر الأسمرُ العاسلُ
تصافحَ منه يدٌ لا يخيب … مع الإشتطاط لها آملُ
تعرُّقه شعبة ٌ للعلا … ء والرمحُ منفتلٌ ذابلُ
إذا سمنتْ همّة ٌ في الضلوع … فآيتها البدنُ الناحلُ
من القوم تنجد أيمانهم … إذا استصرخ البلدُ الماحلُ
رحابُ المقارى عماقُ الجفانِ … إذا خفَّض المضغة َ الآكلُ
وبات من القُرِّ ينفى الصبي … رَ عن رسغه الفرسُ البائلُ
مطاعيمُ لا ينهر المستضي … ف فيهم ولا يخجل الواغلُ
وساعُ الحلوق رطابُ الشِّفاه … إذا اعصوصب الكلم الفاصلُ
سما بهم البيتُ سقفُ السما … ء لاطٍ لأطنابه نازلُ
منيعٌ ولكنه بالعفا … ة مستطرق أبدا سائلُ
يُراح عليه عزيبُ العلا … إذا روّح الشاءُ والجاملُ
وكلّ غلامٍ وراء اللثا … م من وجهه القمرُ الكاملُ
حليم الصِّبا مطمئنّ الضلو … ع واليومُ منخرقٌ ذاهلُ
طوي الحمائل يعزى إلي … ه دون العرى سيفه القاصلُ
له اسمان في جاره مانعٌ … وما بين زوّاره باذلُ
كفى بأبي طالبٍ طلعة … إذا البخل بان به الباخلُ
وبالشاهد العدل في مجده … إذا حرَّف الخبرَ الناقلُ
إذا عدَّهم درجا فاتهم … وأخرى كعوبِ القنا العاملُ
حمى الله منجبة ً طرَّقتْ … بمثلك ما ولدت حاملُ
وخلّد نفسك للمكرما … ت ما ناوب الطالعَ الآفلُ
فكم فغر الدهرُ بالمعضلات … وجودُك منتقذٌ ناشلُ
وناهضتَ بالرأى أمَّ الخطو … ب والرأيُ في مثلها فائلُ
وأعرضتَ عن لذّة أمكنتك … وعرضك من عارها ناصلُ
سرى بك عرفى وعزَّت يدي … وحالمني دهري الجاهلُ
وولَّت تناكصُ عنّى الخطوب … بآية ِ أنك لي كافلُ
وكم مطلبٍ بك عاجلته … فنيلَ وميقاته آجلُ
وحالٍ تدرّنَ عيشي بها … وماءُ نداك لها غاسلُ
فلا أقشعت عنك سحبُ الثنا … ء قاطرُها لك والهاطلُ
بكلّ مجنَّبة ٍ في العدا … جوادٌ لها الكلم الباخلُ
سواء على جوبها في البلا … د عالٍ من الأرض أو سافلُ
خرائدُ فكري بها عن سواك … أبيٌّ وفكري بها عاضلُ
غرائبُ كلُّ معانٍ لهنَّ … منتحلٌ وأنا الناحلُ
يباهل فحلا تميم بها … وتوقرها لابنها وائلُ
بنتْ شرفا لكمُ فخرهُ … إلى فخركم زائدٌ فاضلُ
تردَّى الجبالُ ويبقى لكم … بها علمٌ قائمٌ ماثلُ
ويفنى الثوابُ وما تذخرو … ن من كنزها محرزٌ حاصلُ
أسودُ الكلام وما تسمعو … ن من غيرها نعمٌ جافلُ
إذا نطتُ منهنّ بالمهرجا … ن ما أنا منتخبٌ ناخلُ
مشى فوق هامات أيامه … بها وهو مفتخرٌ خائلُ
بقيتم لها أنتمُ سامعو … ن معجزها وأنا قائلُ
مدى الدهر ما حسدتْ نعمة ٌ … وما فضلَ الحافيَ الناعلُ