سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ … مليٌّ بالّذي يروي ويرضي
عنيفُ السَّيرِ أوطفُ مستمرٌ … على غلواءِ ما يقضي ويمضي
يزورُ الأرضَ بعدَ جفائهِ في … قضيضٍ منْ زماجرهِ وقضِّ
سقى فجرى فأسمنَ كلَّ ضاوٍ … يمرُّ بهِ ورفَّعَ كلَّ خفضِ
فمنْ ملانَ بعدَ الغيضِ ضاغنْ … ومنْ ريَّانَ بعدَ اليبسِ غضِّ
وكرَّمَ أسرة ً كانوا إذا ما ان … تجعتْ زلاليَ الصَّافي وحمضي
همْ حملوا وسوقُ الدَّهرِ عنِّي … وهمْ نشطوا عرى نسعي وغرضي
أضاءوا مذهبي فسرحتُ طرفي … وسيعاً بعدَ إطراقي وغضّي
وقاموا بينَ أيَّامي وبيني … فلمْ تقتلْ ولا راعتْ بنبضِ
حموا وجهي ولمْ أسالْ سواهمْ … وأعطوا كلَّ نافلة ٍ وفرضِ
فأصبحُ فيهمُ وأروحُ عنهمُ … إلى وفرينِ منْ مالي وعرضي
فهل منْ حاملٍ شوقي إليهمْ … على ما فيهِ منْ ألمٍ ومضِّ
فحاملهُ فموصلهُ إليهمْ … على بزلاءَ ينحلها وينضي
يؤمُّ الزابيينَ بها ويعلو … قويقاً بينَ تقريبٍ وركضِ
فيسمعَ ثمَّ سامعة ٍ كراما … أيامى العيشِ بعدهمُ ويفضي
وإنِّي مذ نأتْ دنيايَ عنهمُ … منْ الدُّنيا على هجرٍ ورفضِ
أقضِّي ما أغالطُ منْ زماني … بلوعاتٍ تكادُ عليَّ تقضي
فكمْ أحيا وفي بغدادَ بعضي … على مرضي وفي تكريتً بعضي
ومسبوقينَ في طرقِ المعالي … وإنْ زجروا بحثٍّ أوْ بحضِّ
أصاحبهمْ فيمسي الودُّ منهمْ … على زلقٍ منَ الشَّحناءِ دحضِ
وأبرمُ فيهمُ مدحاً متاناً … فتلقاها وعايبهمْ بنقضِ
ولو حامى كمالُ الملكُ عنِّي … رعيتُ الخصبَ في دعة ٍ وخفضِ
إذاً لأعادَ سلسالا نميراً … على عاداتهِ ثمدي وبرضي
فدتكَ أبا المعالي كلَّ كفٍّ … تقصِّرُ عنكَ في بسطٍ وقبضِ
وكلُّ مدنَّس الأبِ لا بحتٍّ … يميطُ العارَ عنهُ ولا برحضِ
دعيٌّ في الفضائلِ كلِّ يومٍ … لهُ نسبٌ يجيءُ بهِ ويمضي
نأى بكَ جمرة ً بالغيظِ تسري … إلى سوداءِ مهجتهِ وتفضي
كرمتَ ففي عطايا الغيثِ شوبٌ … وماءُ يديكَ منْ صافٍ ومحضِ
ويعطي النَّاسُ منْ جدة ٍ وتعطى … عطاءَ الحمدِ منْ دينٍ وقرضِ
وتخجلكَ المواهبُ وهي كثرٌ … كأنَّكَ مسخطٌ ونداكَ مرضي
قضى اللهُ الكمالَ فكنتَ شخصاً … لصورتهِ وخلقُ النّاسِ يقضي
شريتكَ بالبريّة ِ بعدَ قطعي … طريقَ الإختيارِ بهمْ ونفضي
ورعتُ بكَ النَّوائبَ وهي فوقي … وتحتي بينَ حائمة ٍ وربضِ
فقدْ أسلمتني بنواكَ حتّى … نسلنَ قوادمي وبرينَ نحضي
فها أنا بينَ حاجاتي وشوقي … لفتٍّ منْ مخالبها ورضِّ
أزمُّ إليكمُ قلبي وعيني … بآية ٍ فيكمُ جذلي وغمضي
أسادتنا كمِ الإبطاءُ عنكمُ … وصبركمُ على الهجرِ الممضِّ
ألمَّا يأتكمْ وقتكمُِ المسمى … ألمَّا يأنِ زبدكمُ بمخضِ
فكمء سخطًٍ على الدُّنيا وصدٍّ … عنِ الدَّولاتِ وهي على التَّرضي
حديثكمُ يبرِّحُ بالمعالي … فنهضاً إنَّها أيَّامَ نهض
أراها أينعتْ ودنا جناها … وأذعنَ ختمها لكمُ بفضِّ
عسى أقذي بقربكمُ عيونا … حسدنّ عليَّ منْ حزنٍ وبرضِ
ويبردُ منْ أعاديكمْ وشيكاً … زفيرَ جوانحَ بالهمِّ رمضِ
وبعدُ فما لكمْ أغفلتموني … وأخلبَ بارقٌ منْ بعدِ ومضِ
أظنا انَّني عنكمُ غنيٌّ … بحليِّ أو بتطوافي وركضي
معاذَ اللهِ والعهدِ المراعى … ولو أنضيتُ تامكتي ونقضي
وتعويلي من النيروزِ وفدا … على متنجِّزٍ لي ومستنضِّ
فلا تتوهوا لي خصبَ مرعى … إذا قعدتْ سماؤكمُ بأرضي