حَبَّبَتْ دُرَّة ُ القِيانَ إلينا … مثل ما بَغَّضَتْ إلينا القيانا
حَبَّبتْهنَّ أن غدتْ وهي منهنْ … نَ وإنْ كُنَّ دونَها أوزانا
ولقدُ فزن إذْ يُناغِينَ فاها … ويديْها وعُودها الألحانا
وتحرَّمْنَ إذْ غدوْنَ إماءً … مذعناتٍ بحقها إذعانا
تلبَسُ التَّاجَ فالقِيانُ لديْها … واضعاتٍ لتاجها الأذقانا
تاجُ حُسْنٍ يَثْنيهِ تاجٌ من الإحس … سان تاجانِ طالما مَلكانا
غير أني رأيتُها بغَّضَتْهُنْ … نَ بأن لم تدعْ لهنَّ مكانا
نزلتْ في الدور مَنزل من … بَرَّزَ حُسْناً ومن علا إحسانا
فنفتْهنَّ عن قلوبٍ وقدْ … كُنَّ تبوأْنَ حبها أوطانا
فغدا البائساتُ منهنَّ يَطْلبْ … ن على دفعِ ظُلمها أعوانا
ظلمتْ من صَبا وغَنّى … فكلُّ يشتكِي من دريرة َ العدوانا
أنصفَ اللَّهُ صاحبَ العذْلِ منها … عاشقا والمحسنات الحسانا
ما نَبالي إذا دُرَيْرة أبدتْ … نَزْهَتَيْها ألا نرى بستانا
نزهة الطرفِ شَفْعها نز … هة السمع إذا ناغمتْ لك العيدانا
ذات وجهٍ كأنَّما قيلَ كُنْ … فرداً بديعاً بلا نظيرٍ فكانا
فيهِ عينان ترميانِ بلحْظٍ … نافذِ النَّبْلِ يصرع الأقرانا
فوق غُصن مُهَفْهفٍ تلثم التفْ … فاح فيه وتلمس الرمانا
تجتلي خلقها فتلقَى قواماً … خيزرانا وصِبْغة ً أرجوانا
لونُها الدهر واحدٌ كجَني الور … د وإن كان وُدُّها ألوانا
بينما وصلُها لذي الوُدّ وصلٌ … إذ أحالته بالقِلى هجرانا
كَمَلتْ كلها فلستَ ترى في … ها سوى سوء عهدها نُقصانا
فمتى ما أجلتَ طرفكَ فيها … فهْي كالشمسِ صُوِّرتْ إنسانا
ومتى ما سمعتَ منها فَشَدْوٌ … يطرد الهمَّ عنك والأحزانا
قادرٌ أن يُميتَ أشجانَ قوم … قادرٌ أن يُهيِّجَ الأشجانا
ومتى ما لثمتَ فاها فشيْءٌ … تجد الراحَ فيه والريحانا
ريقة ٌ كالشَّمولِ طِيباً ونشرٌ … كنسيم خاضَ الجنانا
صَغَّروها مخافة َ العيْنِ عَمْداً … وهي أَعلى القيانِ قَدْراً وشانا
فَدَعَوْها دُرَيرة ً وهي الدَّرْ … رَة ُ تَغْلُو فتأخذ الأثمانا
لو رآها في الجاهليِّة قومٌ … عَبَدُوها وجانَبُوا الأوثانا
هِيَ حُلْمِي إذا رَقَدْتُ وهَميِّ … وسُرورِي ومُنْيتي يقظانا
مع أنَّ الرُّقادَ قد خانَ عَهْدي … مذ تكلَفتُ حبلها الخَوانا
لاتزالُ القلوبُ تَصْبُو إليها … أو تراها تُقلِّبُ الأجفانا
فإذا تابعت سهام الهوى المح … ض طلبنا هناك منها الأماناص غيرُ حنَّانة ٍ على عاشقيها
حين تحتَثُّ عودها الحنَّانا … غيرَ أَنَّا نُحبُّها كيفَ كانتْ
ما أحبَّتْ أرواحُنا الأبدانا … إن تُسلَّطْ على القلوبِ بلا جُر
م فأحلى مُسَلَّطٍ سلطانا … قل لمن عابها أحَلْتَ وأبطلْ
تَ وناقضتَ بل بهتَّ العِيانا … ليت شِعري أوجهها عِبْتَ كلا
أم تنقَّصْتَ جيدَها الحُسَّانا … أم شواها إذا أغضَّ بُراها
أم حَشاها أم فرعَها الفينانا … أم ندى صَوْتِها إذا رجَّعَتْهُ
في المثاني أم دلَّها الفتانا … ليس فيها شيءٌ يُعابُ لدينا
غيرَ بُخْلٍ بنَيلها قد شجانا … عندها البخل بالنوال ولو بالطْ
طَيْفِ منها يزورنا أحيانا … نعمة ً كالغرام أوسعَنا اللَّ
هُ امتنانا بوصلها وامتحانا … طال ما طوَّلتْ على حُبّها اليو
مَ وما قصَّرَتْ عليه الزمانا … تتغنَّى فالدهرُ يومٌ قصيرٌ
وإذا ما جفتْ عَدِمْنا كَرانا … أيُّها السائِلي بها كيفَ حَمْدِي
لجَداها لقيتِ عندي بيانا … قد أَرَتْنا وأسمعْتنا ولكنْ
تركتْ كلَّ عاشقٍ ظمآنا … أفلا قائلٌ لها ذو احتسابٍ
حين تحمي رُضابها العطشانا … مَتِّعي هذه المراشف من ري
قِك يا من يَمَتِّع الآذانا … واقسِمي العدْلَ في جوارِحِ قوم
ترك الظُلم بعضَها هَيمانا … لا تُنيلي جوارحاً ما تَمَنَّتْ
وتُنيلي جوارحاً حِرْمانا … أَرْشِفينا كما أريْتِ وأسمعْ
تِ ولا تتركي الهوى صديانا … أنا واللَّهِ يا دريرة ُ أهوا
كِ وإن ذقتُ في هواك الهوانا … ياكثيباً عليهِ غصنٌ من البا
نِ وفرعٌ يمَجُّ مِسْكاً وبانا … أشْتَهِي أن أعَضَّ منكِ بناناً
طال عَضِّي عليه مني البنانا … حين تستمطرين أوتارك الدُّرْ
رَ على السامعين والمَرْجانا … لم أنلْ منكِ مذ هَوَيتُك حظا
من نوالٍ سرا ولا إعلانا … غيرَ أني أبيتُ ليلي حَيْرا
نَ أُراعي من نَجْمِهِ حيرانا … قد وصفْنا فمن غدا يتمارى
فليزُرْنا نُقِمْ له البرهانا … عندنا مَنْظَرٌ لها وسماعٌ
كَفيانا لطالبٍ تبيانا … ن