حيّ الربوع وقف بها مستخبراً … وزر التي فتنت محاسنها الورى
والثم ثرى تلك الخدور فأنت في … حي تحية غيده لثم الثرى
فلك الهنا ما عشت إن شاهدت من … سلمى محيَّاها البديع المسفرا
خود محجبة كريمة منبتٍ … لم تدع كسرى جدها أو قيصرا
مهما تخيلها الفؤاد تسليّاً … شب الخيال به الجوى فتسعرا
لم أنس إذ يممتها ومصاحبي … فرسي لأظفر أو أموت فأعذرا
وقصدت منزلها وما غرضي سوى … في أن أنازعها الحديث وأنظرا
فتنكّرت ويجوز في شرع الهوى … صوناً لذي التعريف أن يتنكّرا
واستفهمت مع علمها بحقيقتي … أترابها من ذا بساحتنا طرا
فأجبن لكن بعد غمز حواجب … ضيف ألمّ بدارنا يرجو القرى
فسمرت أطيب ليلة وألذها … وعفاف نفسي غير منفصم العرى
وطفقت أسمع مزهراً وأرى هلالاً … نيّراً وأشم مسكاً أذفرا
قسماً بطلعتها وتلك ألية … حنث الذي آلى بها لن يغفرا
لو أنها التفتت بعين رضى إلى … من بالجفا قتلت لعاش وعمّرا
نفسي الفدى لمليكة الحسن التي … جعل الجمال لها الكواعب عسكرا
سجدت ملائكة الغصون لقدها … طوعاً ولم نر من أبي واستكبرا
حوراء تعلم إذ تٌفَوِّقٌ سهمها … أن القتيل بلحظها لن يثأرا
تذر الكمي مضرجاً بدمائه … هدراً وتأنف أن تصيد الجؤذرا
هيفاء ضامرة مدار نطاقها … وعثاء ما عقدت عليها المئزرا
بيضاء فرق في أثيث حالك … كالبدر يشرف في الظلام إذا سرى
أو كالإمام الحق برغشٍ الذي … بسناه صقع الزنج ضاء وأسفرا
ملكٌ كِرام العرب أمته التي … شرعت لكل موحد أن يفخرا
سبق الملوك مٌجليِّاً في حلبة … العليا فصلّوا خلفه لما جرى
وبنى كما يبني سعيد بالقنا … فوق السماكين المعاقل والذرى
وغدا قرين عرائس المجد التي … خطبت له مذ كان سرّاً مضمرا
وإليه تنثال الكرام ولم يعد … ضمآن من ورد النمير الكوثرا
لم يبق في سوق المكارم خلة … سيمت بأغلى قيمة إلا اشترى
بحر الندى الملك الرشيد فكل ذي … كرم وملك ليس إلا جعفرا
طود الوفاء فبينه والمودع … الأدراع ما بين الثريا والثرى
ملك يرى هبة اللجين نقيصة … ويرى الذي قبل اللجين مقصّرا
لم ترض همّته لفيض أكفه … إلا النضار أو النفيس الجوهرا
يعلو الجياد مجالداً وعلى الأسرة … حاكماً ولدى الخطابة منبرا
فرع ذكى من دوحة ما أنبتت … غصناً لها إلا بمجد أثمرا
من آل سلطان الذين استعبدوا … كرم النفوس وكان قبل محرّرا
والموردي الخيل العتاق موارداً … لا يعرف الخريت منها المصدرا
بملاحم سال النجيع بها فلم … تعقد سنابكها عليها عثيرا
فكأنها سفن ولا عجب إذا … خاضت سفين الخيل بحراً أحمرا
تهوي بكل غضنفر متقلّد … للهول أبيض أو سناناً أسمرا
عرفت شمائل راكبيها أنهم … كجدودهم لا يرجعون القهقرى
حتى يغادرن الكماة ببأسهم … إما أسيراً أو قتيلاً مهدرا
يسبون من يسبين في السلم النهى … ويرون أن المرء يحصد ما ذرى
أشبال غاب تحت راية قائد … خضعت لصولة بأسه أسد الشرى
وإذا استجار من الزمان به امرؤ … رهب الزمان بجاره أن يعثرا
إن كان يدعى غيره ملكاً فهذا … بالجلال على الملوك تأمرا
سكن السواد من البلاد وهل ترى … إلا السواد من العيون المبصرا
وله بقاصي الأرض غر فضايل … نشرت فأذكت من ثناه العنبرا
واستوجب التقديم بين ملوكها … شرفاً وإن يك عصره متأخّرا
احيا رسوم العدل حتى عمرت … بسمي همّته المدائن والقرى
كم لي أحاول والليالي ما ارتضت … إلا معاكستي ولم ترى ما أرى
خوض الطوامي كي أسود بزورة … لجنابة ويعود عودي أخضرا
حتى انثنت فثنت عنان موانعي … عني فأزمعت الرحيل مشمّرا
أزمعت من عدن ولي شجن بها … فارقت مذ فارقتها سنة الكرى
وتركت في حفظ الإله أحبّة … كانوا لمحض الفضل فيها مظهرا
وهم المصابيح التي يزهو بها … اليمن المبارك بل مصابيح الورى
وركبت سابحة ً كأن دخانها … سحب ولمع شرارها برق شرى
تفري أديم البحر ساخرة به … وتدوس هامته إذا ما زمجرا
تجري بأمر الله والريح التي … سر الإله بناره فيها سرى
تهوي هوي الأجدل المنقض لا … ترعى الجنوب ولا الدبور الأوزرا
حتى أتت حرم الأمان فكل من … حملت أهل ملبياً ومكبّرا
ونزلت سوح من النزيل بسوحه … في ذمّة من جوده لن تخفرا
الطاهر الشيم الذي أخلاقه … كالروض باكره الربيع فأزهرا
فحللت برج السعد حين رأيته … وحمدت في سفري مواصلة السرى
يا أيها الملك المفدّى والإمام … المقتدى والسيد السامي الذرى
بوركت من ملك ودمت مؤيّداً … بشبا القواضب والقنا مستنصرا
وبقيت ما بقي الزمان مكلّلاً … بالعز يكلؤك الجليل مظفرا
متقلّداً سيف الإمارة مرغماً … ما عشت شانئك اللئيم الأبترا
ولتهن في عيدٍ وجودك عيده … جذلاً فصل به لربك وانحرا
وإليك أومت بالسلام خريدة … ترجو بحسن قبولها أن تمهرا
نبذت معانيها ورائق لفظها … أترابها نبذ المسبح بالعرا
تزهو بصدق حديها إذا لم تكن … آياتك الغرّا حديثاً يفترى
فاقبل عن استيفاء مدحك عذرها … فعريض مجدك جل عن أن يحصرا