حماها بأطراف الرماحِ حماتها … فلا حفلها منا ولا خلواتها
و ذبب عنها من عقيلِ بن عامرٍ … أراقمُ لا تحوي شباها رقاتها
عشيرة ُ مكلوءِ البيوتِ محصنٍ … يعزُّ بنوها أن ترام بناتها
معودة طردَ العيوب غيوبها … إذا حفظتْ عوراتها أسلاتها
و حرم واليها الولوعَ بذكرها … و إن عتبت أخرى عليها سماتها
فهل مغمزٌ في جانبٍ من ورائه … سلامة ُ يا قلبي وهذي حصاتها
فكم في بيوت العامريات من هوى … يناط كما نيطت بها خالفاتها
و مثلكَ أسرى لا يسام فداؤها … هوانا وقتلى لا تساق دياتها
بلى لكَ منها في الكرى إنْ وفيَ الكرى … و في الريح حظٌّ إن جرت نفحاتها
و ليلٍ بذي ضالٍ قصيرٍ طويله … على البدن تطوي درجه ناجياتها
ترى العيسُ في أجوازه بقلوبها … إلى قصده ما لا ترى لحظاتها
بها من حنينٍ تحته ما بركبها … و إن نطقوا الشكوى وطال صماتها
إذا الريح قرت فاستهزت ضلوعهم … تصلوا بما تذكى لهم زفراتها
سرتْ بنشاوى من معاقرة السرى … وسائدهم فوق الثرى ركباتها
نضوا ما نضوا من ليلهم ثم هوموا … غرارا وقد خاط العيونَ سناتها
على ساعة ٍ جنُّ الفلاة ِ ووحشها … تريها الشخوصَ الزورَ عنا فلاتها
تخطت الينا الغورَ فالعرضَ فالحمى … و ما ذاك ممشاها ولا خطواتها
فبتنا لها في نعمة شكرتْ لها … و ما هي جدواها ولا أعطياتها
عواطفُ دنيا في الكرى لو أردتها … على مثلها يقظانَ عزَّ التفاتها
فلم أرها وعند قومٍ أداتها … من العيش إلا وهيَ عندي أداتها
سقى الله شراً دوحة ً لي سيالها … و للناس ملقى ظلها وجناتها
و لودا ولي من حظها بطنُ حائلٍ … معنسة ٍ شابت وشابَ لداتها
أغامز منها صخرة ً إرمية ً … تفلُّ النيوبَ وهي جلدٌ صفاتها
و كيف تسامُ النصفَ أمٌّ تلونتْ … معارفها إن حوشيتْ منكراتها
ترى الوكلَ المغمورَ كحلَ لحاظها … و كحلُ أخي الهمَّ البعيد قذاتها
هوت برؤس الناسِ سفلاً وحلقتْ … بأذنابها مجنونة ً طائراتها
فعندك منها أن ترى ببغاثها … كواسبَ جوحصَّ فيه بزاتها
ركبتُ من الأيامِ ظهرَ ملونٍ … صبائغهُ والخيلُ شتى َّ شياتها
و قلبتها يوما فيوما مجربا … فلا سوءها يبقى ولا حسناتها
سأحملها حتى تخفَّ وسوقها … و أحلمُ حتى ترعوى جهلاتها
لعلَّ مميتَ الحظَّ يحييه آنفاً … فإنَّ الحظوظ موتها وحياتها
فلا يؤيسنكَ صدها من وصالها … و لا مطلها من أن تصحَّ عداتها
ألم تر ملك المكرميين نارهُ … خبت غلطا ثم اعتلتْ وقداتها
هفا الدهرُ فيهم مستغرا بغيره … فخاضوا وشاكتْ رجله عثراتها
بغى نقلَ ما أعطوا سفاهاً ولم تكن … هضابُ شروري زائلا راسياتها
هم السحبُ ملء الأفقِ والدهرُ تحتها … جفاءٌ إذا سالتْ به سائلاتها
علا السيلُ حتى الصينُ يفعمُ بحرها … فيطغى وفي بغدادَ يجري فراتها
حمى ناصرُ الدين العلا بعد من مضى … فضمتْ قواصيها ولمَّ شتاتها
و أضحى بتاج الدولة ِ العزُّ مفرقا … لها تتلظى فوقه خرزاتها
و إن فروجا سدها مثلُ سعيه … لضيقة ٌ أن ترتجى خطفاتها
رعاها أبو الأشبالِ حتى دنا بها … لها من شميم سرحها حسراتها
أخو عزماتٍ لا يراع صديقها … كما لم ينم ولا تنام عداتها
كريمُ المحيا رطبة ٌ قسماتهُ … إذا ما الليوثُ استجهمتْ عابساتها
على الصدرِ منه هيبة ٌ تملأ الحشا … ممررة ٌ أخلاقه محلياتها
و من رأيه في الحربِ عضبٌ وذابلٌ … و ما الحرب إلا سيفها وقناتها
كريمٌ فما الأحسابُ إلا اقتناؤها … لديه ولا الأموالُ إلا هباتها
إذا اعترضتهُ هزة الجود ساكنا … نزت بالندى في كفه نزواتها
أفاد الندى فلم تزل برياضه … رياحُ العلا أو صوحت شجراتها
من القوم فضوا عذرة الأرض سادة ً … و شابت وهم أربابها وولاتها
فمن حلمهم أركانها وجبالها … و من جودهم أمواهها ونباتها
و ليسوا كمن جنَّ الزمانُ برفعه … و جاءت به من دولة ٍ فلتاتها
و لا كذبا طارت به الريح طيرة ً … فأقعصه أن طأطأتْ عاصفاتها
تقيلتهم والنفس يكرمُ أصلها … على عرقها الساري فتكرمُ ذاتها
بك اهتزَّ فرعاها وأنيعَ ظلها … و طاب جناها وانتهت بركاتها
جمعتَ لها سذانَ كلَّ فضيلة … تعزّ على من رامها مفرداتها
فمن كان من قومٍ سفاً في أديمهم … و زعنفة ً تزري فأنتَ سراتها
لئن عركتْ في جنب طودك نبوة ٌ … من الدهر لا تمحى بعذرٍ هناتها
و هزَّ العدا من حسنِ صبرك صعدة ً … فقد علموا بالهزَّ كيفَ ثباتها
و ما كنتَ إلا الشمسَ ليثتْ جهامة ٌ … على خدها ثم انجلت غاشياتها
تنصل منها المالكُ لما تبينتْ … لعينه أخراها ومعتقباتها
و أبصرها شنعاءَ يبقى َ حديثها … ذميما ولا تبقى َ له عائداتها
فردك ردَّ السيفِ في الغمدِ لم تعب … مضاربهُ إن ثلمتْ شفراتها
فكيف يليقُ الحسنُ أوجهَ دولة ٍ … إذا عدمتْ تيجانها خرزاتها
رعى الله نفسا لا الغنى زادها علاً … و لا فقرها حطتْ له درجاتها
معظمة ً في حدها وسنانها … و سلطانها لا ما حوت ملكاتها
إذا قزعتْ يوما من الدهرِ نكبة ٌ … إليها عستْ فلم نسغها لهاتها
و أنت الذي تعطي وعامك أشهبٌ … عطاءَ رجالٍ خضرتْ سنواتها
مع الجود أني ملتَ غير مصرفٍ … يمينك إلا حيثُ شاءت عفاتها
أقلني أقلني جفوة ً ما اعتمدتها … و هجرة َ أعوامٍ خلتْ ما ابتداتها
و سعياً بطيئا عن مقامي من العلا … لديك إذا الأقدام فازت سعاتها
فما كان إلا الحظُّ منكم حرمتهُ … و دنيا كثيرٌ بالغنى فلتاتها
تريد بنفسي كلَّ ما لا تريده … و تمنعها ما تقتضي شهواتها
و إني لكم ذاك الذي لا حباله … ترثُّ ولا يخشى عليه انبتاتها
مقيمٌ على نعمائكم حافظٌ لها … مضبٌّ على ما أوجبت حرماتها
ينقلُ قوما قربهم وبعادهم … و نفسيَ لا تهفو بها مبدلاتها
تحنُّ إلى أيامكم في ذراكمُ … و تحفزها من عهدكم مذكراتها
و عندي لكم ن أسخطتكم سوالفي … عوائدُ ترضى مجدكم آنفاتها
تسيرُ على عاداتها بصفاتكم … طوالعَ تمشي بالعلا مثقلاتها
نوازلَ في عرض الفلا وصواعداً … تردُ على روحاتها غدواتها
تخالُ هواديها بنشرِ علائكم … برودَ زوبيدٍ نشرتْ حبراتها
يقصُّ بها تحت الظلام سميرها … و ترجزكم وجهَ النهارِ حداتها
تطربها الأسماعُ فيكم كأنما … عزيفُ الملاهي ما تقولُ رواتها
كأنّ الأولى دارتْ عليهم بيوتها … بنو نشوة ٍ دارت عليهم سقاتها
مبشرة أيامكم باتصالها … ترى الحسنَ قبلَ أن ترى أخرياتها
خوالد ما لبيَّ الحجيجُ وطوفوا … و عجتْ بسفحيْ مكة ٍ عرفاتها
و ما عقروها واجباتٍ جنوبها … تفجر من لباتها فاجراتها
تزوركم الأعياد مجلوة ً بها … تحلى َّ بما صاغت لكم عاطلاتها
إذا لعنتْ قوما لئاما ما فإنما … على ذكركم تسليمها وصلاتها