تَمَلّيْتَهُ يا لابِسَ العِزّ مَلْبَسا … وهنئتهُ يا غارسَ الجودِ مغرسا
قَدِمْتَ قُدومَ الغَيْثِ للأرْضِ إنّها … بهِ أشرَقَتْ حُسناً وطابَتْ تَنَفُّسَا
علَوْتَ بَني الأيّامِ إذْ كنتَ فيهِمُ … إذا ذكروا أسمى وأسنى وأرأسا
زعيمُ بني اللمطيَّ في البأسِ والندى … مكَرَّمُها المأمُولُ في الدّهرِ إنْ قَسَا
غَمَامٌ هَمَى بَحرٌ طَمَى قَمَرٌ أضَا … حُسامٌ مَضَى لَيثٌ قَسا جبلٌ رَسَا
وحاشاهُ إني غالطٌ حينَ قستهُ … وَذاكَ قِياسٌ تَرْكُهُ كانَ أقيَسَا
إذا فعلَ الأقوامُ نوعاً من الندى … تنوعَ فيه جودهُ وتجنسا
وإنْ بدأ النعمى تلاها بمثلها … فتَزدادُ حُسناً كالقَريضِ مُجَنَّسَا
تَحُلّ بهِ الشُّمُّ العَرانِينُ في العُلا … فتلقاهمُ من هيبة ٍ منهُ نكسا
بهِ أصْبَحَتْ تَيمٌ إذا هيَ فاخَرَتْ … أعَزَّ قَبيلٍ في الأنَامِ وَأنْفَسَا
أجلُّ الورى قدراً وأكرمُ شيمة ً … وأكثرُ معروفاً وأكبرُ أنفسا
إذا بخَسَ الجُهّالُ قَدرَ فَضِيلَة ٍ … فلَيسُوا بها بالجاهِلِينَ فيُبْخَسَا
همُ القوْمُ يَلقونَ الخُطوبَ إذا عرَتْ … بكلّ كَميٍّ في الخُطوبِ تَمَرّسَا
إذا أوقدتْ للحربِ نارٌ أو القرى … تَوَهّمْتَهُ مِنْ عِشقِها مُتَمَجِّسَا
يَبينُ لَهُ الأمْرُ الخَفيُّ فِراسَة ً … ويعنو لهُ الطرفُ العصيّ تفرسا
إذا صالَ أضْحَى أفرَسُ القومِ أميَلاً … وَإنْ قالَ أضْحى أفصَحُ القوْمِ أخرَسَا
أمولايَ لا زالتْ معاليكَ غضة ً … وَأغصانُها رَيّانَة ً منكَ مُيَّسَا
سما بكَ مَجدَ الدّينِ مَجدٌ وَمحْتِدٌ … وعرضٌ نهاهُ الدينُ أنْ يتدنسا
لقد شرفتْ منهُ الصعيدُ ولا ية ً … فأصبحَ واديهِ به قد تقدسا
بلادٌ بلُقياكَ استَقامَتْ نُجُومُها … فصرنَ سعوداً بعد ما كنّ نحسا
ستندى وقد وافى وفاكَ ربوعها … وَإنْ عُهِدَتْ مُغبرّة َ الجَوّ يُبَّسَا
ورُبّ قَوَافٍ قد طوَيتُ برُودَهَا … فلمْ أرضَ أن تغدو لغيركَ ملبسا
أقمنَ حَبيساتٍ كحَبسِكَ مَن جنى … على أنها لمْ تجنِ يوماً فتحبسا
فها هيَ كالوَحشِيِّ من طولِ حَبسِها … عَساها ببِرٍّ منكَ أنْ تَتَأنّسا
وَإنْ قَصّرَتْ عن بَعضِ ما تَستَحِقّه … فمثلكَ منْ أولى الجميلَ لمن أسا
كذا المنهل المورودُ في مستقرهِ … إذا عدمَ الورادَ لنْ يتنجسا
سيرضيكَ منها ما يزيدُ على الرضا … ويستعبدُ ابن العبدِ والمتلمسا
وهبنيَ أعطيتُ البلاغة َ كلها … فما قدرُ مدحي في علاكَ وما عسى