تمضي وأنت مضنة الأوطان … ودريئة ذخرت لهذا الآن
عذرا إذا الم الثكول تولت … وفقيدها هو آثر الفتيان
كانت مقلدة قلادة أنجم … زهر يزين نظامها قمران
فتناثرت منها الكواكب وانطوى … قمر فكن عزاؤها فيا لثاني
حتى إذا ما انقض جدد رزؤه … أرزاءها وقضى عل السلوان
عودا بنا نعرض جهودا كرست … للمجد صرحا باذخ البنيان
في عرضها عظة على تكرارها … تزكو وإتتك ملء كل جنان
إني لأحضرها وقلبي سامع … عتبا تردده بغي لسان
تلك المنى نثرت لهن دماؤكم … ومهرن بالأرواح والبدان
ألمثل ما أفضت إليه حالكم … يا قوم من خلف ومن خذلان
من ذا يرد على البلاد واهلها … عهد الوئام وقوة الإيمان
زعماؤها متكافلون ونشئها … أجنادهم بالطوع واّعان
العيش تكسوه المفاخر نضرة … والأرض تسفى بالنجيع القاني
إن أطلقوا أو قيدوا إن أموا … أو شردوا حالاهم سيان
وزماجر الإيعاد في أسماعهم … أشابه مطربة من الألحان
حتى الإناث لم يكن من شأنها … خوض الغمار بجانب الذكران
برزت إلى الساحات لا يعتاقها … خفر وهل خفر بدار هة ان
ألجايات الورد رامت حظها … في كل مرمى من رصاص الجاني
يا حسنها وبنانها مخضوبة … بجراح من تأسو من الشجعان
في ذلك الزمن الكبير بما جرى … فيه وإن هو قل في الأزمان
وتبينوا خطر اللداد فلينوا … من جفوة الجبروت والسلطان
ومشوا إلى زعماء مصر كما مشى … اقران مملكة إلى اقران
ماذا بلوا من ظرف عدلي ومن … راي يدار ومن ثبات جنان
يتساجلون وفي المساجلة الهدى … إذ تبرأ النيات من ادران
ويروح عدلي ويغدو ساعيا … لبقا إلى الغايات في اطمئنان
لم يعد أحكم خطة يختطها … فيما يباعد تارة ويداني
إن ينقصم سبب يصله وإن يقع … خطل يذه بمقاطع البرهان
إيمانه الوضاح نجم ثابت … في القطب والأفلاك في الدوران
يقع اختلاط الراي غلا حيثما … يبدو سناه لمقلة الحيرا
ما زال يدفع غاصبي أوطانه … حتى أدال الله للأوطان
أما سريرته وسيرته فلم … تتخالفا في السر والإعلان
لم يشهد الندمان عدليا إذا … رفع الوقار بمجلس الندمان
كلا ولم ير في مقام رصانة … متكلما كتكلم النشوان
كلا ولم تشغله ذات خلاعة … كلا ولم تفتنه بنت دنان
أما شمائله ففي نفحاتها … عبق القرابة من أولي التيجان
ولها حلى مما تلاحظه النهى … في اللوذعي العاطل المزدان
آدابه آداب إنسان إذا … كملت معاني النبل في الإنسان
يهدي ابتسامته على قدر فما … هو بالسخي بها ولا الضنان
إن ابتسامات الوجوه كثيرة … درجاتها ولها لطاف معان
وتبسط المعطي بها من نفسه … غير التبسط من عطاء بنان
أخلاقه كملت مصفاة فما … شيبت بشائبة من النقصان
يرعى كرامته ويحذر كل ما … يزري بجانبها الرفيع الشان
واللطف باد والإباء ممثل … في شخصه المتأنق المتواني
والحلم فيه سجية ملكية … فوق القلى والغل والعدوان
من يغتفر لعدوه وصديقه … ذنبا فتلك نهاية الإحسان
فليجمل الله العلي ثوابه … ويقره في خالدات جنان