بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ … وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ

وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى … وَلا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ

فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ … لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ

وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها … فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ

تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِراً … وَإِن هُوَ نامَ اِستَيقَظَت تَتَأَلَّبُ

أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ … وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ

وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى … رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ

هَدَدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها … بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ

وَمازالَ فَجراً سَيفُ عُثمانَ صادِقاً … يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ

إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ … تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَاِنجابَ غَيهَبُ

وَهابَ العِدا فيهِ خِلافَتَكَ الَّتي … لَهُم مَأرَبٌ فيها وَلِلَّهِ مَأرَبُ

سَما بِكَ يا عَبدَ الحَميدِ أُبُوَّةٌ … ثَلاثونَ خُضّارُ الجَلالَةِ غُيَّبُ

قَياصِرُ أَحياناً خَلائِفُ تارَةً … خَواقينُ طَوراً وَالفَخارُ المُقَلَّبُ

نُجومُ سُعودِ المَلكِ أَقمارُ زُهرِهِ … لَوَ اَنَّ النُجومَ الزُهرَ يَجمَعُها أَبُ

تَواصَوا بِهِ عَصراً فَعَصراً فَزادَهُ … مُعَمَّمُهُم مِن هَيبَةٍ وَالمُعَصَّبُ

هُمُ الشَمسُ لَم تَبرَح سَماواتِ عِزِّها … وَفينا ضُحاها وَالشُعاعُ المُحَبَّبُ

نَهَضتَ بِعَرشٍ يَنهَضُ الدَهرُ بِهِ … خُشوعاً وَتَخشاهُ اللَيالي وَتَرهَبُ

مَكينٍ عَلى مَتنِ الوُجودِ مُؤَيَّدٍ … بِشَمسِ اِستِواءٍ مالَها الدَهرَ مَغرِبُ

تَرَقَّت لَهُ الأَسواءُ حَتّى اِرتَقَيتَهُ … فَقُمتَ بِها في بَعضِ ما تَتَنَكَّبُ

فَكُنتَ كَعَينٍ ذاتِ جَريٍ كَمينَةٍ … تَفيضُ عَلى مَرِّ الزَمانِ وَتَعذُبُ

مُوَكَّلَةٍ بِالأَرضِ تَنسابُ في الثَرى … فَيَحيا وَتَجري في البِلادِ فَتُخضِبُ

فَأَحيَيتَ مَيتاً دارِسَ الرَسمِ غابِراً … كَأَنَّكَ فيما جِئتَ عيسى المُقَرَّبُ

وَشِدتَ مَناراً لِلخِلافَةِ في الوَرى … تُشَرِّقُ فيهِم شَمسُهُ وَتُغَرِّبُ

سَهِرتَ وَنامَ المُسلِمونَ بِغَبطَةٍ … وَما يُزعِجُ النُوّامَ وَالساهِرُ الأَبُ

فَنَبَّهَنا الفَتحُ الَّذي ما بِفَجرِهِ … وَلا بِكَ يا فَجرَ السَلامِ مُكَذِّبُ

حُسامُكَ مِن سُقراطَ في الخَطبِ أَخطَبُ … وَعودُكَ مِن عودِ المَنابِرِ أَصلَبُ

وَعَزمُكَ مِن هوميرَ أَمضى بَديهَةً … وَأَجلى بَياناً في القُلوبِ وَأَعذَبُ

وَإِن يَذكُروا إِسكَندَراً وَفُتوحَهُ … فَعَهدُكَ بِالفَتحِ المُحَجَّلِ أَقرَبُ

وَمُلكُكَ أَرقى بِالدَليلِ حُكومَةً … وَأَنفَذُ سَهماً في الأُمورِ وَأَصوَبُ

ظَهَرتَ أَميرَ المُؤمِنينَ عَلى العِدا … ظُهوراً يَسوءُ الحاسِدينَ وَيُتعِبُ

سَلِ العَصرَ وَالأَيّامَ وَالناسَ هَل نَبا … لِرَأيِكَ فيهِم أَو لِسَيفِكَ مَضرِبُ

هُمُ مَلَئوا الدُنيا جَهاماً وَراءَهُ … جَهامٌ مِنَ الأَعوانِ أَهذى وَأَكذَبُ

فَلَمّا اِستَلَلتَ السَيفَ أَخلَبَ بَرقُهُم … وَما كُنتَ يا بَرقَ المَنِيَّةِ تُخلِبُ

أَخَذتَهُمُ لا مالِكينَ لِحَوضِهِم … مِنَ الذَودِ إِلّا ما أَطالوا وَأَسهَبوا

وَلم يَتَكَلَّف قَومُكَ الأُسدُ أُهبَةً … وَلَكِنَّ خُلقاً في السِباعِ التَأَهُّبُ

كَذا الناسُ بِالأَخلاقِ يَبقى صَلاحُهُم … وَيَذهَبُ عَنهُم أَمرُهُم حينَ تَذهَبُ

وَمِن شَرَفِ الأَوطانِ أَلّا يَفوتَها … حُسامٌ مُعِزٌّ أَو يَراعٌ مُهَذَّبُ

مَلَكتَ سَبيلَيهِم فَفي الشَرقِ مَضرِبٌ … لِجَيشِكَ مَمدودٌ وَفي الغَربِ مَضرِبُ

ثَمانونَ أَلفاً أُسدُ غابٍ ضَراغِمٌ … لَها مِخلَبٌ فيهِم وَلِلمَوتِ مَخلِبُ

إِذا حَلِمَت فَالشَرُّ وَسنانُ حالِمٌ … وَإِن غَضِبَت فَالشَرُّ يَقظانُ مُغضِبُ

فَيالِقُ أَفشى في البِلادِ مِنَ الضُحى … وَأَبعَدُ مِن شَمسِ النَهارِ وَأَقرَبُ

وَتُصبِحُ تَلقاهُم وَتُمسي تَصُدُّهُم … وَتَظهَرُ في جِدِّ القِتالِ وَتَلعَبُ

تَلوحُ لَهُم في كُلِّ أُفقٍ وَتَعتَلي … وَتَطلُعُ فيهِم مِن مَكانٍ وَتَغرُبُ

وَتُقدِمُ إِقدامَ اللُيوثِ وَتَنثَني … وَتُدبِرُ عِلماً بِالوَغى وَتُعَقِّبُ

وَتَملِكُ أَطرافَ الشِعابِ وَتَلتَقي … وَتَأخُذُ عَفواً كُلَّ عالٍ وَتَغصِبُ

وَتَغشى أَبِيّاتِ المَعاقِلِ وَالذُرا … فَثَيِّبُهُنَّ البِكرُ وَالبِكرُ ثَيِّبُ

يَقودُ سَراياها وَيَحمي لِواءَها … سَديدُ المَرائي في الحُروبِ مُجَرِّبُ

يَجيءُ بِها حيناً وَيَرجِعُ مَرَّةً … كَما تَدفَعُ اللَجَّ البِحارُ وَتَجذِبُ

وَيَرمي بِها كَالبَحرِ مِن كُلِّ جانِبٍ … فَكُلُّ خَميسٍ لُجَّةٌ تَتَضَرَّبُ

وَيُنفِذُها مِن كُلِّ شِعبٍ فَتَلتَقي … كَما يَتَلاقى العارِضُ المُتَشَعِّبُ

وَيَجعَلُ ميقاتاً لَها تَنبَري لَهُ … كَما دارَ يَلقى عَقرَبَ السَيرِ عَقرَبُ

فَظَلَّت عُيونُ الحَربِ حَيرى لِما تَرى … نَواظِرَ ما تَأتي اللُيوثُ وَتُغرِبُ

تُبالِغُ بِالرامي وَتَزهو بِما رَمى … وَتُعجَبُ بِالقُوّادِ وَالجُندُ أَعجَبُ

وَتُثني عَلى مُزجي الجُيوشِ بِيَلدِزٍ … وَمُلهِمِها فيما تَنالُ وَتَكسِبُ

وَما المُلكُ إِلّا الجَيشُ شَأناً وَمَظهَراً … وَلا الجَيشُ إِلّا رَبُّهُ حينَ يُنسَبُ

تُحَذِّرُني مِن قَومِها التُركِ زَينَبُ … وَتُعجِمُ في وَصفِ اللُيوثِ وَتُعرِبُ

وَتُكثِرُ ذِكرَ الباسِلينَ وَتَنثَني … بِعِزٍّ عَلى عِزِّ الجَمالِ وَتُعجَبُ

وَتَسحَبُ ذَيلَ الكِبرِياءِ وَهَكَذا … يَتيهُ وَيَختالُ القَوِيُّ المُغَلِّبُ

وَزَينَبُ إِن تاهَت وَإِن هِيَ فاخَرَت … فَما قَومُها إِلّا العَشيرُ المُحَبَّبُ

يُؤَلِّفُ إيلامُ الحَوادِثِ بَينَنا … وَيَجمَعُنا في اللَهِ دينٌ وَمَذهَبُ

نَما الوُدُّ حَتّى مَهَّدَ السُبلَ لِلهَوى … فَما في سَبيلِ الوَصلِ ما يُتَصَعَّبُ

وَدانى الهَوى ما شاءَ بَيني وَبَينَها … فَلَم يَبقَ إِلّا الأَرضُ وَالأَرضُ تَقرُبُ

رَكِبتُ إِلَيها البَحرَ وَهوَ مَصيدَةٌ … تُمَدُّ بِها سُفنُ الحَديدِ وَتُنصَبُ

تَروحُ المَنايا الزُرقُ فيهِ وَتَغتَدي … وَما هِيَ إِلّا المَوجُ يَأتي وَيَذهَبُ

وَتَبدو عَلَيهِ الفُلكُ شَتّى كَأَنَّها … بُؤوزٌ تُراعيها عَلى البُعدِ أَعقُبُ

حَوامِلُ أَعلامِ القَياصِرِ حُضرٌ … عَلَيها سَلاطينُ البَرِيَّةِ غُيَّبُ

تُجاري خُطاها الحادِثاتِ وَتَقتَفي … وَتَطفو حَوالَيها الخُطوبُ وَتَرسُبُ

وَيوشِكُ يَجري الماءُ مِن تَحتِها دَماً … إِذا جَمَعَت أَثقالَها تَتَرَقَّبُ

فَقُلتُ أَأَشراطُ القِيامَةِ ما أَرى … أَمِ الحَربُ أَدنى مِن وَريدٍ وَأَقرَبُ

أَماناً أَماناً لُجَّةَ الرومِ لِلوَرى … لَوَ اَنَّ أَماناً عِندَ دَأماءَ يُطلَبُ

كَأَنّي بِأَحداثِ الزَمانِ مُلِمَّةً … وَقَد فاضَ مِنها حَوضُكِ المُتَضَرِّبُ

فَأُزعِجَ مَغبوطٌ وَرُوِّعَ آمِنٌ … وَغالَ سَلامَ العالَمينَ التَعَصُّبُ

فَقالَت أَطَلتَ الهَمَّ لِلخَلقِ مَلجَأٌ … أَبَرُّ بِهِم مِن كُلِّ بَرٍّ وَأَحدَبُ

سَلامُ البَرايا في كَلاءَةِ فَرقَدٍ … بِيَلدِزَ لا يَغفو وَلا يَتَغَيَّبُ

وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ لَوابِلٌ … مِنَ الغَوثِ مُنهَلٌ عَلى الخَلقِ صَيِّبُ

رَأى الفِتنَةَ الكُبرى فَوالى اِنهِمالَهُ … فَبادَت وَكانَت جَمرَةً تَتَلَهَّبُ

فَما زِلتُ بِالأَهوالِ حَتّى اِقتَحَمتُها … وَقَد تُركِبُ الحاجاتُ ما لَيسَ يُركَبُ

أَخوضُ اللَيالي مِن عُبابٍ وَمِن دُجىً … إِلى أُفقٍ فيهِ الخَليفَةُ كَوكَبُ

إِلى مُلكِ عُثمانَ الَّذي دونَ حَوضِهِ … بِناءُ العَوالي المُشمَخِرُّ المُطَنَّبُ

فَلاحَ يُناغي النَجمَ صَرحٌ مُثَقَّبٌ … عَلى الماءِ قَد حاذاهُ صَرحٌ مُثقَبُ

بُروجٌ أَعارَتها المَنونُ عُيونَها … لَها في الجَواري نَظرَةٌ لا تُخَيَّبُ

رَواسي اِبتِداعٍ في رَواسي طَبيعَةٍ … تَكادُ ذُراها في السَحابِ تُغَيَّبُ

فَقُمتُ أُجيلُ الطَرفَ حَيرانَ قائِلاً … أَهَذى ثُغورُ التُركِ أَم أَنا أَحسَبُ

فَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مُشرِقٌ … وَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مَغرِبُ

تَظَلُّ مَهولاتُ البَوارِجِ دونَهُ … حَوائِرَ ما يَدرينَ ماذا تُخَرِّبُ

إِذا طاشَ بَينَ الماءِ وَالصَخرِ سَهمُها … أَتاها حَديدٌ ما يَطيشُ وَأَسرَبُ

يُسَدِّدُهُ عِزريلُ في زِيِّ قاذِفٍ … وَأَيدي المَنايا وَالقَضاءُ المُدَرَّبُ

قَذائِفُ تَخشى مُهجَةُ الشَمسِ كُلَّما … عَلَت مُصعِداتٍ أَنَّها لا تُصَوَّبُ

إِذا صُبَّ حاميها عَلى السُفنِ اِنثَنَت … وَغانِمُها الناجي فَكَيفَ المُخَيَّبُ

سَلِ الرومَ هَل فيهِنَّ لِلفُلكِ حيلَةٌ … وَهَل عاصِمٌ مِنهُنَّ إِلّا التَنَكُّبُ

تَذَبذَبَ أُسطولاهُمُ فَدَعَتهُما … إِلى الرُشدِ نارٌ ثَمَّ لا تَتَذَبذَبُ

فَلا الشَرقُ في أُسطولِهِ مُتقى الحِمى … وَلا الغَربُ في أُسطولِهِ مُتَهَيَّبُ

وَما راعَني إِلّا لِواءٌ مُخَضَّبٌ … هُنالِكَ يَحميهِ بَنانٌ مُخَضَّبُ

فَقُلتُ مَنِ الحامي أَلَيثٌ غَضَنفَرٌ … مِنَ التُركِ ضارٍ أَم غَزالٌ مُرَبَّبُ

أَمِ المَلِكُ الغازي المُجاهِدُ قَد بَدا … أَمِ النَجمُ في الآرامِ أَم أَنتِ زَينَبُ

رَفَعتِ بَناتَ التُركِ قالَت وَهَل بِنا … بَناتِ الضَواري أَن نَصولَ تَعَجُّبُ

إِذا ما الدِيارُ اِستَصرَخَت بَدَرَت لَها … كَرائِمُ مِنّا بِالقَنا تَتَنَقَّبُ

تُقَرِّبُ رَبّاتُ البُعولِ بُعولَها … فَإِن لَم يَكُن بَعلٌ فَنَفساً تُقَرِّبُ

وَلاحَت بِآفاقِ العَدُوِّ سَرِيَّةٌ … فَوارِسُ تَبدو تارَةً وَتُحَجَّبُ

نَواهِضُ في حُزنٍ كَما تَنهَضُ القَطا … رَواكِضُ في سَهلٍ كَما اِنسابَ ثَعلَبُ

قَليلونَ مِن بُعدٍ كَثيرونَ إِن دَنَوا … لَهُم سَكَنٌ آناً وَآناً تَهَيُّبُ

فَقالَت شَهِدتَ الحَربَ أَو أَنتَ موشِكٌ … فَصِفنا فَأَنتَ الباسِلُ المُتَأَدِّبُ

وَنادَت فَلَبّى الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ … وَلَبّى عَلَيها القَسوَرُ المُتَرَقِّبُ

خِفافاً إِلى الداعي سِراعاً كَأَنَّما … مِنَ الحَربِ داعٍ لِلصَلاةِ مُثَوِّبُ

مُنيفينَ مِن حَولِ اللِواءِ كَأَنَّهُم … لَهُ مَعقِلٌ فَوقَ المَعاقِلِ أَغلَبُ

وَما هِيَ إِلّا دَعوَةٌ وَإِجابَةٌ … أَنِ اِلتَحَمَت وَالحَربُ بَكرٌ وَتَغلِبُ

فَأَبصَرتُ ما لَم تُبصِرا مِن مَشاهِدٍ … وَلا شَهِدَت يَوماً مَعَدٌّ وَيَعرُبُ

جِبالَ مَلونا لا تَخوري وَتَجزَعي … إِذا مالَ رَأسٌ أَو تَضَعضَعَ مَنكِبُ

فَما كُنتِ إِلّا السَيفَ وَالنارَ مَركَباً … وَما كانَ يَستَعصي عَلى التُركِ مَركَبُ

عَلَوا فَوقَ عَلياءِ العَدُوِّ وَدونَهُ … مَضيقٌ كَحَلقِ اللَيثِ أَو هُوَ أَصعَبُ

فَكانَ صِراطُ الحَشرِ ما ثَمَّ ريبَةٌ … وَكانوا فَريقَ اللَهِ ما ثَمَّ مُذنِبُ

يَمُرّونَ مَرَّ البَرقِ تَحتَ دُجُنَّةٍ … دُخاناً بِهِ أَشباحُهُم تَتَجَلبَبُ

حَثيثينَ مِن فَوقِ الجِبالِ وَتَحتِها … كَما اِنهارَ طَودٌ أَو كَما اِنهالَ مِذنَبُ

تُمِدُّهُمُ قُذّافُهُم وَرُماتُهُم … بِنارٍ كَنيرانِ البَراكينِ تَدأَبُ

تُذَرّى بِها شُمُّ الذُرا حينَ تَعتَلي … وَيَسفَحُ مِنها السَفحُ إِذ تَتَصَبَّبُ

تُسَمَّرُ في رَأسِ القِلاعِ كُراتُها … وَيَسكُنُ أَعجازَ الحُصونِ المُذَنَّبُ

فَلَمّا دَجى داجي العَوانِ وَأَطبَقَت … تَبَلَّجَ وَالنَصرَ الهِلالُ المُحَجَّبُ

وَرُدَّت عَلى أَعقابِها الرومُ بَعدَما … تَناثَرَ مِنها الجَيشُ أَو كادَ يَذهَبُ

جَناحَينِ في شِبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا … وَقَلباً عَلى حُرِّ الوَغى يَتَقَلَّبُ

عَلى قُلَلِ الأَجبالِ حَيرى جُموعُهُم … شَواخِصُ ما إِن تَهتَدي أَينَ تَذهَبُ

إِذا صَعَدَت فَالسَيفُ أَبيَضُ خاطِفٌ … وَإِن نَزَلَت فَالنارُ حَمراءُ تَلهَبُ

تَطَوَّعَ أَسراً مِنهُمُ ذَلِكَ الَّذي … تَطَوَّعَ حَرباً وَالزَمانُ تَقَلُّبُ

وَتَمَّ لَنا النَصرُ المُبينُ عَلى العِدا … وَفَتحُ المَعالي وَالنَهارُ المُذَهَّبُ

فَجِئتُ فَتاةَ التُركِ أَجزي دِفاعَها … عَنِ المُلكِ وَالأَوطانِ ما الحَقُّ يوجِبُ

فَقَبَّلتُ كَفّاً كانَ بِالسَيفِ ضارِباً … وَقَبَّلتُ سَيفاً كانَ بِالكَفِّ يَضرِبُ

وَقُلتُ أَفي الدُنيا لِقَومِكِ غالِبٌ … وَفي مِثلِ هَذا الحِجرِ رُبّوا وَهُذِّبوا

رُوَيداً بَني عُثمانَ في طَلَبِ العُلا … وَهَيهاتَ لَم يُستَبقَ شَيءٌ فَيُطلَبُ

أَفي كُلِّ آنٍ تَغرِسونَ وَنَجتَني … وَفي كُلِّ يَومٍ تَفتَحونَ وَنَكتُبُ

وَما زِلتُمُ يَسقيكُمُ النَصرُ حُمرَهُ … وَتَسقونَهُ وَالكُلُّ نَشوانَ مُصأَبُ

إِلى أَن أَحَلَّ السُكرَ مَن لا يُحِلُّهُ … وَمَدَّ بِساطَ الشُربِ مَن لَيسَ يَشرَبُ

وَأَشمَطَ سَوّاسِ الفَوارِسِ أَشيَبُ … يَسيرُ بِهِ في الشَعبِ أَشمَطُ أَشيَبُ

رَفيقاً ذَهابٍ في الحُروبِ وَجيئَةٍ … قَدِ اِصطَحَبا وَالحُرُّ لِلحُرِّ يَصحَبُ

إِذا شَهِداها جَدَّدا هِزَّةَ الصِبا … كَما يَتَصابى ذو ثَمانينَ يَطرُبُ

فَيَهتَزُّ هَذا كَالحُسامِ وَيَنثَني … وَيَنفُرُ هَذا كَالغَزالِ وَيَلعَبُ

تَوالى رَصاصُ المُطلِقينَ عَلَيهِما … يُخَضِّلُ مِن شَيبِهِما وَيُخَضِّبُ

فَقيلَ أَنِل أَقدامَكَ الأَرضَ إِنَّها … أَبَرُّ جَواداً إِن فَعَلتَ وَأَنجَبُ

فَقالَ أَيَرضى واهِبُ النَصرِ أَنَّنا … نَموتُ كَمَوتِ الغانِياتِ وَنُعطَبُ

ذَروني وَشَأني وَالوَغى لا مُبالِياً … إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ

أَيَحمِلُني عُمراً وَيَحمي شَبيبَتي … وَأَخذُلُهُ في وَهنِهِ وَأُخَيِّبُ

إِذا نَحنُ مِتنا فَاِدفِنونا بِبُقعَةٍ … يَظَلُّ بِذِكرانا ثَراها يُطَيِّبُ

وَلا تَعجَبوا أَن تَبسُلَ الخَيلُ إِنَّها … لَها مِثلُ ما لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ

فَماتا أَمامَ اللَهِ مَوتَ بَسالَةٍ … كَأَنَّهُما فيهِ مِثالٌ مُنَصَّبُ

وَما شُهَداءُ الحَربِ إِلّا عِمادُها … وَإِن شَيَّدَ الأَحياءُ فيها وَطَنَّبوا

مِدادُ سِجِلِّ النَصرِ فيها دِماؤُهُم … وَبِالتِبرِ مِن غالي ثَراهُم يُتَرَّبُ

فَهَل مِن مَلونا مَوقِفٌ وَمَسامِعٌ … وَمِن جَبَلَيها مِنبَرٌ لي فَأَخطُبُ

فَأَسأَلُ حِصنَيها العَجيبَينِ في الوَرى … وَمَدخَلُها الأَعصى الَّذي هُوَ أَعجَبُ

وَأَستَشهِدُ الأَطوادَ شَمّاءَ وَالذُرا … بَواذِخَ تُلوي بِالنُجومِ وَتُجذَبُ

هَلِ البَأسُ إِلّا بَأسُهُم وَثَباتُهُم … أَوِ العَزمُ إِلّا عَزمُهُم وَالتَلَبُّبُ

أَوِ الدينُ إِلّا ما رَأَت مِن جِهادِهِم … أَوِ المُلكُ إِلّا ما أَعَزّوا وَهَيَّبوا

وَأَيُّ فَضاءٍ في الوَغى لَم يُضَيِّقوا … وَأَيُّ مَضيقٍ في الوَرى لَم يُرَحِّبوا

وَهَل قَبلَهُم مَن عانَقَ النارَ راغِباً … وَلَو أَنَّهُ عُبّادُها المُتَرَهِّبُ

وَهَل نالَ ما نالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ … وَهَل حُبِيَ الخالونَ مِنهُ الَّذي حُبوا

سَلاماً مَلونا وَاِحتِفاظاً وَعِصمَةً … لِمَن باتَ في عالي الرِضى يَتَقَلَّبُ

وَضِنّي بِعَظمٍ في ثَراكِ مُعَظَّمٍ … يُقَرِبُهُ الرَحمَنُ فيما يُقَرِّبُ

وَطِرناوُ إِذ طارَ الذُهولُ بِجَيشِها … وَبِالشَعبِ فَوضى في المَذاهِبِ يَذهَبُ

عَشِيَّةَ ضاقَت أَرضُها وَسَماؤُها … وَضاقَ فَضاءٌ بَينَ ذاكَ مُرَحِّبُ

خَلَت مِن بَني الجَيشِ الحُصونُ وَأَقفَرَت … مَساكِنُ أَهليها وَعَمَّ التَخَرُّبُ

وَنادى مُنادٍ لِلهَزيمَةِ في المَلا … وَإِنَّ مُنادي التُركِ يَدنو وَيَقرُبُ

فَأَعرَضَ عَن قُوّادِهِ الجُندُ شارِداً … وَعَلَّمَهُ قُوّادُهُ كَيفَ يَهرُبُ

وَطارَ الأَهالي نافِرينَ إِلى الفَلا … مِئينَ وَآلافاً تَهيمُ وَتَسرُبُ

نَجَوا بِالنُفوسِ الذاهِلاتِ وَما نَجَوا … بِغَيرِ يَدٍ صِفرٍ وَأُخرى تُقَلِّبُ

وَطالَت يَدٌ لِلجَمعِ في الجَمعِ بِالخَنا … وَبِالسَلبِ لَم يَمدُد بِها فيهِ أَجنَبُ

يَسيرُ عَلى أَشلاءِ والِدِهِ الفَتى … وَيَنسى هُناكَ المُرضَعَ الأُمُّ وَالأَبُ

وَتَمضي السَرايا واطِئاتٍ بِخَيلِها … أَرامِلَ تَبكي أَو ثَواكِلَ تَندُبُ

فَمِن راجِلٍ تَهوي السِنونُ بِرِجلِهِ … وَمِن فارِسٍ تَمشي النِساءُ وَيَركَبُ

وَماضٍ بِمالٍ قَد مَضى عَنهُ وَألُهُ … وَمُزجٍ أَثاثاً بَينَ عَينَيهِ يُنهَبُ

يَكادونَ مِن ذُعرٍ تَفُرُّ دِيارُهُم … وَتَنجو الرَواسي لَو حَواهُنَّ مَشعَبُ

يَكادُ الثَرى مِن تَحتِهِم يَلِجُ الثَرى … وَيَقضِمُ بَعضُ الأَرضِ بَعضاً وَيُقضِبُ

تَكادُ خُطاهُم تَسبِقُ البَرقَ سُرعَةً … وَتَذهَبُ بِالأَبصارِ أَيّانَ تَذهَبُ

تَكادُ عَلى أَبصارِهِم تَقطَعُ المَدى … وَتَنفُذُ مَرماها البَعيدَ وَتَحجُبُ

تَكادُ تَمُسُّ الأَرضَ مَسّاً نِعالُهُم … وَلَو وَجَدوا سُبلاً إِلى الجَوِّ نَكَّبوا

هَزيمَةُ مَن لا هازِمٌ يَستَحِثُّهُ … وَلا طارِدٌ يَدعو لِذاكَ وَيوجِبُ

قَعَدنا فَلَم يَعدَم فَتى الرومِ فَيلَقاً … مِنَ الرُعبِ يَغزوهُ وَآخَرَ يَسلُبُ

ظَفِرنا بِهِ وَجهاً فَظَنَّ تَعَقُّباً … وَماذا يَزيدُ الظافِرينَ التَعَقُّبُ

فَوَلّى وَما وَلّى نِظامُ جُنودِهِ … وَيا شُؤمَ جَيشٍ لِلفَرارِ يُرَتِّبُ

يَسوقُ وَيَحدو لِلنَجاةِ كَتائِباً … لَهُ مَوكِبٌ مِنها وَلِلعارِ مَوكِبُ

مُنَظَّمَةٌ مِن حَولِهِ بَيدَ أَنَّها … تَوَدُّ لَوِ اِنشَقَّ الثَرى فَتُغَيَّبُ

مُؤَزَّرَةٌ بِالرُعبِ مَلدوغَةٌ بِهِ … فَفي كُلِّ ثَوبٍ عَقرَبٌ مِنهُ تَلسِبُ

تَرى الخَيلَ مِن كُلِّ الجِهاتِ تَخَيُّلاً … فَيَأخُذُ مِنها وَهمُها وَالتَهَيُّبُ

فَمِن خَلفِها طَوراً وَحيناً أَمامَها … وَآوِنَةً مِن كُلِّ أَوبٍ تَأَلَّبُ

فَوارِسُ في طولِ الجِبالِ وَعَرضِها … إِذا غابَ مِنهُم مِقنَبٌ لاحَ مِقنَبُ

فَمَهما تَهِم يَسنَح لَها ذو مُهَنَّدٍ … وَيَخرُج لَها مِن باطِنِ الأَرضِ مِحرَبُ

وَتَنزِل عَلَيها مِن سَماءِ خَيالِها … صَواعِقٌ فيهِنَّ الرَدى المُتَصَبِّبُ

رُؤىً إِن تَكُن حَقّاً يَكُن مِن وَرائِها … مَلائِكَةُ اللَهِ الَّذي لَيسَ يُغلَبُ

وَفِرسالُ إِذ باتوا وَبِتنا أَعادِياً … عَلى السَهلِ لُدّاً يَرقُبونَ وَنَرقُبُ

وَقامَ فَتانا اللَيلَ يَحمي لِواءَهُ … وَقامَ فَتاهُم لَيلَهُ يَتَلَعَّبُ

تَوَسَّدَ هَذا قائِمَ السَيفِ يَتَّقي … وَهَذا عَلى أَحلامِهِ يَتَحَسَّبُ

وَهَل يَستَوي القِرنانُ هَذا مُنَعَّمٌ … غَريرٌ وَهَذا ذو تَجاريبَ قُلَّبُ

حَمَينا كِلانا أَرضَ فِرسالَ وَالسَما … فَكُلُّ سَبيلٍ بَينَ ذَلِكَ مَعطَبُ

وَرُحنا يَهُبُّ الشَرُّ فينا وَفيهِمُ … وَتَشمُلُ أَرواحُ القِتالِ وَتَجنُبُ

كَأَنّا أُسودٌ رابِضاتٌ كَأَنَّهُم … قَطيعٌ بِأَقصى السَهلِ حَيرانَ مُذئِبُ

كَأَنَّ خِيامَ الجَيشِ في السَهلِ أَينَقُ … نَواشِزُ فَوضى في دُجى اللَيلِ شُزَّبُ

كَأَنَّ السَرايا ساكِناتٍ مَوائِجاً … قَطائِعُ تُعطى الأَمنَ طَوراً وَتُسلَبُ

كَأَنَّ القَنا دونَ الخِيامِ نَوازِلاً … جَداوِلُ يُجريها الظَلامُ وَيُسكَبُ

كَأَنَّ الدُجى بَحرٌ إِلى النَجمِ صاعِدٌ … كَأَنَّ السَرايا مَوجُهُ المُتَضَرِّبُ

كَأَنَّ المَنايا في ضَميرِ ظَلامِهِ … هُمومٌ بِها فاضَ الضَميرُ المُحَجَّبُ

كَأَنَّ صَهيلَ الخَيلِ ناعٍ مُبَشِّرٌ … تَراهُنَّ فيها ضُحَّكاً وَهيَ نُحَّبُ

كَأَنَّ وُجوهَ الخَيلِ غُرّاً وَسيمَةً … دَرارِيُّ لَيلٍ طُلَّعٌ فيهِ ثُقَّبُ

كَأَنَّ أُنوفَ الخَيلِ حَرّى مِنَ الوَغى … مَجامِرُ في الظَلماءِ تَهدا وَتَلهُبُ

كَأَنَّ صُدورَ الخَيلِ غُدرٌ عَلى الدُجى … كَأَنَّ بَقايا النَضحِ فيهِنَّ طُحلُبُ

كَأَنَّ سَنى الأَبواقِ في اللَيلِ بَرقُهُ … كَأَنَّ صَداها الرَعدُ لِلبَرقِ يَصحَبُ

كَأَنَّ نِداءَ الجَيشِ مِن كُلِّ جانِبٍ … دَوِيُّ رِياحٍ في الدُجى تَتَذَأَّبُ

كَأَنَّ عُيونَ الجَيشِ مِن كُلِّ مَذهَبٍ … مِنَ السَهلِ جُنَّ جُوَّلٌ فيهِ جُوَّبُ

كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ جُنودَنا … مَجوسٌ إِذا ما يَمَّموا النارَ قَرَّبوا

كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ الرَدى قِرىً … كَأَنَّ وَراءَ النارِ حاتِمَ يَأدِبُ

كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ بَني الوَغى … فَراشٌ لَهُ مَلمَسُ النارِ مَأرَبُ

وَثَبنا يَضيقُ السَهلُ عَن وَثَباتِنا … وَتَقدُمُنا نارٌ إِلى الرومِ أَوثَبُ

مَشَت في سَراياهُم فَحَلَّت نِظامَها … فَلَمّا مَشَينا أَدبَرَت لا تُعَقِّبُ

رَأى السَهلُ مِنهُم ما رَأى الوَعرُ قَبلَهُ … فَيا قَومُ حَتّى السَهلُ في الحَربِ يَصعُبُ

وَحِصنٌ تَسامى مِن دُموقو كَأَنَّهُ … مُعَشِّشُ نَسرٍ أَو بِهَذا يُلَقَّبُ

أَشُمُّ عَلى طَودٍ أَشَمَّ كِلاهُما … مَنونُ المُفاجي وَالحِمامُ المُرَحِّبُ

تَكادُ تَقادُ الغادِياتُ لِرَبِّهِ … فَيُزجي وَتَنزُمُّ الرِياحُ فَيَركَبُ

حَمَتهُ لُيوثٌ مِن حَديدٍ تَرَكَّزَت … عَلى عَجَلٍ وَاِستَجمَعَت تَتَرَقَّبُ

تَثورُ وَتَستَأني وَتَنأى وَتَدَّني … وَتَغدو بِما تَغدي وَتَرمي وَتَنشُبُ

تَأبّى فَظَنَّ العالِمونَ اِستَحالَةً … وَأَعيا عَلى أَوهامِهِم فَتَرَيَّبوا

فَما في القِوى أَنَّ السَماواتِ تُرتَقى … بِجَيشٍ وَأَنَّ النَجمَ يُغشى فَيُغضِبُ

سَمَوتُم إِلَيهِ وَالقَنابِلُ دونَهُ … وَشُهبُ المَنايا وَالرَصاصُ المُصَوَّبُ

فَكُنتُم يَواقيتَ الحُروبِ كَرامَةً … عَلى النارِ أَو أَنتُم أَشَدُّ وَأَصلَبُ

صَعَدتُم وَما غَيرُ القَنا ثَمَّ مَصعَدٌ … وَلا سُلَّمٌ إِلّا الحَديدُ المُذَرَّبُ

كَما اِزدَحَمَت بَيزانُ جَوٍّ بِمَورِدٍ … أَوِ اِرتَفَعَت تَلقى الفَريسَةَ أَعقَبُ

فَما زِلتُمُ حَتّى نَزَلتُم بُروجَهُ … وَلَم تَحتَضِر شَمسُ النَهارِ فَتَغرُبُ

هُنالِكَ غالى في الأَماديحِ مَشرِقٌ … وَبالَغَ فيكُم آلَ عُثمانَ مَغرِبُ

وَزَيدَ حَمى الإِسلامَ عِزّاً وَمَنعَةً … وَرُدَّ جِماحُ العَصرِ فَالعَصرُ هَيِّبُ

رَفَعنا إِلى النَجمِ الرُؤوسِ بِنَصرِكُم … وَكُنّا بِحُكمِ الحادِثاتِ نُصَوِّبُ

وَمَن كانَ مَنسوباً إِلى دَولَةِ القَنا … فَلَيسَ إِلى شَيءٍ سِوى العِزِّ يُنسَبُ

فَيا قَومُ أَينَ الجَيشُ فيما زَعَمتُمُ … وَأَينَ الجَواري وَالدِفاعُ المُرَكَّبُ

وَأَينَ أَميرُ البَأسِ وَالعَزمِ وَالحِجى … وَأَينَ رَجاءٌ في الأَميرِ مُخَيَّبُ

وَأَينَ تُخومٌ تَستَبيحونَ دَوسَها … وَأَينَ عِصاباتٌ لَكُم تَتَوَثَّبُ

وَأَينَ الَّذي قالَت لَنا الصُحفُ عَنكُمُ … وَأَسنَدَ أَهلوها إِلَيكُم فَأَطنَبوا

وَما قَد رَوى بَرقٌ مِنَ القَولِ كاذِبٌ … وَآخَرُ مِن فِعلِ المُحِبّينَ أَكذَبُ

وَما شِدتُمُ مِن دَولَةٍ عَرضُها الثَرى … يَدينُ لَها الجِنسانِ تُركٌ وَصَقلَبُ

لَها عَلَمٌ فَوقَ الهِلالِ وَسُدَّةٌ … تُنَصُّ عَلى هامِ النُجومِ وَتُنصَبُ

أَهَذا هُوَ الذَودُ الَّذي تَدَّعونَهُ … وَنَصرُ كَريدٍ وَالوَلا وَالتَحَبُّبُ

أَهَذا الَّذي لِلمُلكِ وَالعِرضِ عِندَكُم … وَلِلجارِ إِن أَعيا عَلى الجارِ مَطلَبُ

أَهَذا سِلاحُ الفَتحِ وَالنَصرِ وَالعُلا … أَهَذا مَطايا مَن إِلى المَجدِ يَركَبُ

أَهَذا الَّذي لِلذِكرِ خُلَّبُ مَعشَرٌ … عَلى ذِكرِهِم يَأتي الزَمانُ وَيَذهَبُ

أَسَأتُم وَكانَ السوءُ مِنكُم إِلَيكُمُ … إِلى خَيرِ جارٍ عِندَهُ الخَيرُ يُطلَبُ

إِلى ذي اِنتِقامٍ لا يَنامُ غَريمُهُ … وَلَو أَنَّهُ شَخصُ المَنامِ المُحَجَّبُ

شَقيتُم بِها مِن حيلَةٍ مُستَحيلَةٍ … وَأَينَ مِنَ المُحتالِ عَنقاءُ مُغرِبُ

فَلَولا سُيوفُ التُركِ جَرَّبَ غَيرُكُم … وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لا يُجَرَّبُ

فَعَفواً أَميرَ المُؤمِنينَ لِأُمَّةٍ … دَعَت قادِراً مازالَ في العَفوِ يَرغَبُ

ضَرَبتَ عَلى آمالِها وَمَآلِها … وَأَنتَ عَلى اِستِقلالِها اليَومَ تَضرِبُ

إِذا خانَ عَبدُ السوءِ مَولاهُ مُعتَقاً … فَما يَفعَلُ الكَريمُ المُهَذَّبُ

وَلا تَضرِبَن بِالرَأيِ مُنحَلَّ مُلكِهِم … فَما يَفعَلُ المَولى الكَريمُ المُهَذَّبُ

لَقَد فَنِيَت أَرزاقُهُم وَرِجالُهُم … وَليسَ بِفانٍ طَيشُهُم وَالتَقَلُّبُ

فَإِن يَجِدوا لِلنَفسِ بِالعَودِ راحَةً … فَقَد يَشتَهي المَوتَ المَريضُ المُعَذَّبُ

وَإِن هَمَّ بِالعَفوِ الكَريمِ رَجاؤُهُم … فَمِن كَرَمِ الأَخلاقِ أَن لا يُخَيَّبوا

فَما زِلتَ جارَ البِرِّ وَالسَيِّدَ الَّذي … إِلى فَضلِهِ مِن عَدلِهِ الجارُ يَهرُبُ

يُلاقي بَعيدُ الأَهلِ عِندَكَ أَهلَهُ … وَيَمرَحُ في أَوطانِهِ المُتَغَرِّبُ

أَمَولايَ غَنَّتكَ السُيوفُ فَأَطرَبَت … فَهَل لِيَراعي أَن يُغَنّي فَيُطرِبُ

فَعِندي كَما عِندَ الظُبا لَكَ نَغمَةٌ … وَمُختَلِفُ الأَنغامِ لِلأُنسِ أَجلَبُ

أُعَرِّبُ ما تُنشي عُلاكَ وَإِنَّهُ … لَفي لُطفِهِ ما لا يَنالُ المُعَرِّبُ

مَدَحتُكَ وَالدُنيا لِسانٌ وَأَهلُها … جَميعاً لِسانٌ يُملِيانِ وَأَكتُبُ

أُناوِلُ مِن شِعرِ الخِلافَةِ رَبَّها … وَأَكسو القَوافي ما يَدومُ فَيُقشِبُ

وَهَل أَنتَ إِلّا الشَمسُ في كُلِّ أُمَّةٍ … فَكُلُّ لِسانٍ في مَديحِكَ طَيِّبُ

فَإِن لَم يَلِق شِعري لِبابِكَ مِدحَةً … فَمُر يَنفَتِح بابٌ مِنَ العُذرِ أَرحَبُ

وَإِنّي لَطَيرُ النيلِ لا طَيرَ غَيرُهُ … وَما النيلُ إِلّا مِن رِياضِكَ يُحسَبُ

إِذا قُلتُ شِعراً فَالقَوافي حَواضِرٌ … وَبَغدادُ بَغدادٌ وَيَثرِبُ يَثرِبُ

وَلَم أَعدَمِ الظِلَّ الخَصيبَ وَإِنَّما … أُجاذِبُكَ الظِلَّ الَّذي هُوَ أَخصَبُ

فَلا زِلتَ كَهفَ الدينِ وَالهادِيَ الَّذي … إِلى اللَهِ بِالزُلفى لَهُ نَتَقَرَّبُ

حلم وحقيقة – ماجد المهندس

ليت انا وانته وحلم الليل أصبحنا حقيقه وليت هذا الحلم يصدق باللقا ويكون واقع نامت عيوني وشفتك في خيالاتي دقيقة

انا ما ادري عن الناس – أحلام

انا ما ادري عن الناس كلمات الامير البدر والحان الموسيقار طلال انا ما ادري عن الناس .. لا حبو وش

يا عزاي – حقروص

يا عزاي كل ما عدى من الآم وغياب يالنعيم اللي عشانه قالو يرضى من صبر ايش جابك ؟ اعتقد ربي

اضحك – حمود الخضر

اضحك خل البسمة تنور قلبك خل الفرحة تضوّي دربك ما في شي في الدنيا يسوى تزعّل روحك اضحك مثل طفل

انت الغياب – محمد بن غرمان

سلام يا ليل الشتا وش من جديد نتشبع غياب وتشبعنا قصيد يذالغياب العام سلمنا عليك اجمل معي في ذالسنه ترها

مالها الا الفراق – غريب ال مخلص

وين بتروح وين ياسيد كل المحبين رد قلب الحزين ماذا بسلم المضانين كان قصدك تروح خذ معك كل الجروح جعل

شكو بيها – محمود التركي

اذا بس مره تحضني تعال ولله سويها شكو بيها اذا تتحقق امنيتي وبيدك روحي اخليها شكو بيها؟ حياتي لو عفتني

صوت المحاني – فلاح المسردي

غن ياصوت المحاني على لحن الغرام هيضتني نبرة الحزن من عزاف ناي ترجم احساسي محبّه وشرهه واحترام يوم انا يمنعني

تطمن – فلاح المسردي

تطمن لا تظن اني مع الايام راح انساك لأنك في حياتي كل معنى يسكنه آمالي خفوقي سخّره ربي على شانك

تطمن – ثامر التركي

تطمن لا يجي فبالك ‎جفا مني وطاري غياب ‎تطمن وانت عارفني ‎ابيع الناس لاجل اشريك ‎انا ملهوف لوصالك ‎ترا ماهوب

انا ابيك – اسماعيل مبارك

قبل لانسى قلبي حسه ماقويت انك بتمشي ومادريت انا ابيك بعترف اني هويت غصب عني ماقويت بختصر كل الكلام مابيدي

القدر جابك – بندر بن عوير

لا تساورك الظنون ولا تساورك الطواري عادك أغلى من عشقت وعادك الحب المبدّى وعادك اللي كل ما هب الهوا والليل

حلو المكان – تامر حسني

حلو المكان .. يا صحاب زمان جينا الليلادي هنسهر ونغني كمان متجمعين ومنورين وحشاني فعلا قعدتنا و لمة زمان هنقضي

بجرب يوم – جابر الكاسر

بجرب يوم واحد بس اغيب شوي عن عينك بشوف شلون تتحمل تزعل ولا بس راضي صدمني موقفك والله ولا تسألني

تاجي ومملكتي – اصيل هميم

بنهر گلبي لوحدك انت ماكو غيرك بيه عايش بسهمك انت صوبتني وسهم غيرك راح طايش تاجي ومملكتي انت أغلى حب

واعر صعيب – محمد الشحي

حبيبي و نتا غايب نار الشوق تزيد و أنت معايا روحي ترجعلي من جديد و تفرح بيك العين هي و

الموضوع فيك – تامر حسني

اوعى تخلى الدنيا تمشيك وتخلى كلامها يمشى عليك ماتخليش حاجه تتحكم فيك ربنا خلقك تختار بايديك هتفكر ليه ده الموضوع

حبك كان خالد – اصيل هميم

ما لنا حقوق وما لنا حق نحلم ما لنا اماني وما لنا حق نتكلم ضاقت النفس وما لنا اي رجوع

عندي وطن – اصيل هميم

عندي وطن ضليت بس اشتاق اله ويا عذاب الما كدر يوصل هله حرموني منه الما يرحمون امنيتي ارجع لكن شلون

احساس حبك – اصيل هميم

الخوف مانعني وانا احبك كيف اعبر كيف كيف افسر كيف دام قلبك شايف الاحساس في عيني كيف اعبر كيف افسر