إن كان فوق الشمس للساعي قدمْ … يسمو لها محلِّقٌ من الهممْ
فابغِ وراءَ ما بلغتَ غاية ً … واطلب مزيدا في الذي نلت ورُمْ
لم يدع الكمالُ فيك خلّة ً … يقال فيها ليت ذا النقصانَ تمّْ
إلا الخلودَ فتملَّ خالدا … كما تشاء وبرغم من رغمْ
على الزمان طيَّه ونشرهتميس من ملكك في مُفاضة ٍتردُّ فضل ذيلها على القَدَمْ … وأنت غضٌّ محدثٌ على القدمْسقط بيت ص
حصينة ٍ لم يختلّلْ سردها … نافذة ٌ بهمُ أوْ صدعٌ ثلمْ
كم تطلب الأعداءُ فيك مغمزا … تفنى الضُّروسُ والحصى لم ينعجمْ
ويحسبون عثرة ً ومتعبٌ … ناظرُ عثراتِ النجوم في الظُّلمْ
أضغاث ليلٍ ضاحكت بروقها … حقيقة َ الصبح ومن نام حلمْ
قد علم الله صلاحَ خلقه … على يديك فقضى بما علمْ
والملكُ مذ ضممته يعرف من … يفتح باعيه عليه ويُضمّْ
وكيف رضتَ طفله على الصِّبا … وكيف رشت شيخه على الهرمْ
يوما أخٌ مساهمٌ بنفسه … في جلِّما ناب ويوما أنت عمّْ
وطائرٍ من شعبِ الرأى مضى … بدائدا طردك بالذئب الغنمْ
أرسلتَ تدبيرك في أطرافه … يجمع من أقطاره حتى انتظمْ
وحدكَ لم تقدحه عن مشاركٍ … زيدَ ولو شورك بدرٌ ما استتمْ
وقاطعٍ حبلَ الحفاظ خالعٍ … شاور نجما مشرقيّا قد نجمْ
لانت لكفيه العصا فشقَّها … وما درى بأيّ كفٍّ تلتئمْ
ثارَ وعزُّ الدين من أنصارهِ … كواسرُ الجوّ وآسادُ الأجمْ
يزعم لا يرجعُ دون غاية ٍ … لولاك كان صادقا فيما زعمْ
قمتَ إليه بحشى ً ساكنة ٍ … كأنما لقيته ولم تقمْ
تقود شهباءَ جميلا وجهها … ما أُبصِرَتْ قبيحة ً ما تقتحمْ
تمثِّلُ الأشخاصَ فيما صقلتْ … من سابغٍ وافٍ وصمصامٍ خذِمْ
يقطُر ماءُ بيضها وسمرها … علامة ً أنَّ غداً تقطر دمْ
ومستقيماتٍ أبوها أعوجٌ … تقوم من طرق الوغى على لقمْ
عوَّدتها الحربَ فما تفرقُ ما … أوعية ُ العليقِ من فوس اللُّجمْ
وغيره فالتَ أشراكَ الوغى … قبضته مكراً بأشراكِ الكلمْ
جرّدت من فيك له قاطعة ً … يوم الحجاج تقتلُ القرنَ الخصمْ
قال بنو الحرب وقد كتبتها … مالَ على السيفِ وفاءً للقلمْ
إنّ حباء آنفا حبيته … عن المنى كان كثيرا وعظمْ
لا عنقٌ جيداءُ طالت طمعا … في مثله قطّ ولا أنفٌ أشمّ
أخلعة ٌ عليك أم هديّة … إلى الرياض أهديت من الديَمْ
أم من نداك طبعتْ ورُصِّعتْ … بجوهر الأخلاق منكَ والشيمْ
قد كان يُرضى الوزراءَ قبلها … ما أعطي الأتباع منك والخدمْ
ويشكرون ما كسا إذا ضفا … عليهمُ وما امتُطى إذا كرُمْ
ما أهِّلوا لما ابتنى موسِّدا … جلستهم وما سقى وما ختمْ
لا الدرَّ لاثوا عمَّة ً قطّ به … ولا النضارَ سحبوا ذيلا وكُمْ
ولا مشت جيادهم وخرزُ الت … يجان في الأكفالِ منها والُّلجم
قيدتْ لهم مركوبة ً مجنوبة ً … محزَّماتٍ وسوى ذات الحزُمُ
قد كان يُجنى منبتُ التبرِ لها … فخلتها الآن جنى البحرِ الخضمّْ
نعمى أحلَّت بك في محلِّها … ومعشر تغلط فيهمُ النّعمْ
أعلقك المجدَ بلا مساجل … عرضٌ جميعٌ وثراءٌ مقتسمْ
وشيمٌ لم تغتصبها طيبها … أبَّهة ُ الملكِ وتعظيمُ الأممْ
يا ناشر الأمواتِ في إحسانه … ما بالُ حظي وحده تحت الرَّجمْ
نبّهتَ أرزاقَ الورى ورزقي الن … ائمُ والتأميلُ فيك لم ينمْ
يقولُ قومٌ وانبسطتُ واصفا … حالي لهم ويعهدوني أحتشمْ
يقدمُ فخر الملكِ ثمّ تنجلي … غاشية ُ الليل إذا الصبحُ قدِمْ
فقلت قد أسلفته شكاية ً … لو قد وفى لرقَّ منها ورحمْ
وقد رأى حاليَ قبلَ سيره … لحما كما ترونها على وضمْ
لكنني استزدته فقال لي … ناصحهم إن تستزد فلا جرمْ
العتبُ ذنبٌ قلت إني تائبٌ … شريطة ُ التوبة ِ تركٌ وندمْ