إلى الله اشكو ما تكن ترائبي … واسكب دمعا صيبا كالسحائب
ابيت وفي قلبي من البين حسرة … تثير غراما حاضرا اثر غائب
ولو كنت معذورا على ما اصابني … لها على اليوم بعض مصائبي
ولكنني القى الورى بين شامت … وآخر لماز وآخر عاتب
اما في الورى من عادل غير عاذل … اما فيهم من صاحب غير حاصب
واني اذا ما قمت اشكو معاتبا … شكاني غير شكو خصم معاقب
وما تنفع الشكوى لدى غير منصف … وما ينفع البرهان عند المشاغب
الم يأن للايام ان تستفيق من … اذاي وحرماني اعز ما ربي
وما ضر دهري لو كفاني ذي النوى … وآنسني يوما برؤية صاحب
سميري في وجه النهار يراعة … وليلى درس الصحف من كل كاذب
فيا لك من يوم كريه صباحه … ويا لك من ليل بطيء الكواكب
كأني في حلق الزمان شجا فلم … يزل لافظاً لي ارض من لم يبال بي
كاني على ظهر البسيطة حامل … لاعباء هذا الخلق فوق مناكبي
يلوع فوادي ما يلوح لناظري … من الظلم والعدوان من كل جانب
ووالله ما ادرى اسحر الم بي … ام الناس قد اوتوا حمات العقارب
ارى كل فرد هاترا عرض غيره … وكلا يلاقي قرنه بالمثالب
فيا ليت شعري ايهم هو صادق … واي ابن انثى لم يشب بشوائب
ومن ذا الذي قد برأ الله ذاته … من النقص حتى لم يشن بالمعايب
اذا كان اصل الناس من حمأ فما … عسى ان يرى في الفرع صفو المشارب
اذا كنت تبغى صاحبا دون زلة … اجئت الى زلات غير المصاحب
صبرت على مر الزمان وحلوه … وقد ادبتني منه ايدي النوائب
فالفيت سعي كله فيه ضائعا … سوى مدح اسماعيل رب المواهب
مليك علا شانا وعزا فلا ترى … له مشبها في فضله والمناقب
اذا ما تحرى خطة ينتضى لها … عزيمة جد نافذ في المضارب
هو البحر لمكن دره غير غابر … هو البدر لكن نوره غير غارب
ولو لم يكن بدرا لما سار صيته … وحلق اوج الشرق ثم المغارب
تمنت ملوك ان تراه ومذ رآت … محياه حابته حباء المناسب
فكان غريبا بينهم في سخائه … وفي حبه من اهلهم والاقارب
وعاد غىل مصر وقد عيل صبرها … لفرقته فاستبشرت بالرغائب
وكل اتاه داعيا ثم حامدا … كذلك كان الدأب داب الاجانب
ولا غرو فهو اليوم روح حياتها … تحسبها في الحسن طلعة كاعب
وتكبره والله ان لاح وحده … وفي حبأ كالبدر بين الكواكب
ولم ار فرقا بين شيئين مثلما … ارى بين انسانين عند التارب
يقارب اسماعيل في السن معشر … وليس له في مجده من مقارب
لئن كان لم يملك بلادا بعيدة … فاكباد اهليها له ملك غالب
وان كان لم ينطق بكل لغاتهم … فآلاؤه فيهم اجل مخاطب
اذا عرفوا الانسان بالنطق فابتدر … وقل نطق تحميد لتلك النقائب
ومن لم يطق حمدا له بلسانه … ففي لبه يرويه ضربة لازب
وان يك اسماعيل بالذبح قد فدى … فهذا يفدى بالنفوس النجائب
كلا السيدين استخلص العرب امة … وبوأها في العز اعلى المراتب
فها نحن في ظل العزيز اعزة … وها نحن من افضاله في مآدب
حرام على المدح الا له له … ومن هو فيه اليوم افصح كاتب
كاحمد وهبي ذي البلاغة والحجا … له كلم فيها غنى عن مراضب
سقاني راحا من قوافيه اسكرت … نهاي فبي من ذاك هزة شارب
تحريه مدحي في الوقائع منة … مضاعفة شكرى لها جد واجب
فهذان معروفان لست بواجد … نظيرهما من مدحه في الجوائب
باي لسان امدح اليوم مادحي … واين التغني من نواح النوادب
بديع البيان يوقع اللفظ موقعا … مصوغا على قدر المعاني الثواقب
فمن بدر معنى السابقات وكان في … بيان المعاني سابقا كل كاتب
يعز عليه ان يرى بين لفظه … ومعناه سبقا او لحاقا لعائب
له فكرة بالنجم نيطت فلم ينل … مداها امرؤ افكاره في الملاعب
فذاك الذي يصبو اليه اولوا النهى … وقد ضل من يصبو لعين وحاجب
ومقوله ذاك الفصيح وانه … متى اختلف القولان احدى العجائب
يطوع له في الحكم كل معاند … ويرضى به في الفصل كل مؤارب
تباهى به مصر السعيدة فهو في … سماء حماها زين كل المناصب
الا ليت شعري والاماني شهية … اتلمس من مصر ترابا ترائبي
تنعمت فيها بين شيخ مؤدب … وخل وفي كان اكرم آدب
فكان جزآي بعد ان بنت عنهم … عناء وضربا في جميع الجوانب
سلام عليها كلما شاقت الصبا … محبا وما حنت اليها ركائبي