إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا … و راح بها ملأى ثقالا أو اغتدى
فكان وما باراه من عبراتنا … نصيبَ محلًّ بالجنابِ تأبدا
و ما كنتُ لولاه ولو تربت يدي … لأحملَ في تربٍ لماطرهِ يدا
خليليَّ هذي دارُ لمياء فاحبسا … معي واعجبا إن لم تميلا فتسعدا
نعاتب فيها الدهرَ لا كيف عتبهُ … و أخلاقهُ إخلاقُ ما كان جددا
سلاها سقاها ما يعيد زمانها … و عيشا بها ما كان أحلى وأرغدا
عهدنا لديك الليلَ يقطعُ أبيضا … فلمْ صار فيك الفجرُ يطلعُ أسودا
فأين الظباء العامراتك بالظبي … ثنى ً وفرادي غافلاتٍ وشردا
و ليلُ اختلاط لو تغاضى صباحهُ … لما مازت الأيدي القناعَ من الردا
أبعدَ جلاءِ العينِ فيك من القذى … أرى أثرا أني تلفتُّ مرمدا
لعمرُ الجوى في رفقتي بك إنه … يخامر قرحانَ الحشا ما تعودا
و قلتُ صدى قالوا الفراتُ الذي ترى … و هيهات غيرَ الماء ما نقع الصدى
مضى الناسُ ممن كان يعتده الفتى … و ما أكثرَ الباقين إن هو عددا
و كان بكائي أنني لا أرى الأخَ ال … ودودَ فمن لي أن أرى المتوددا
أمنعطفٌ قلبُ الزمان بعاطشٍ … يرى الأرضَ بحرا لا يرى فيه موردا
تحمل شرقيا مع الركب شوقهُ … و قد غار شوقُ العاشقين وأنجدا
له بين أثناء الجبالِ وأهلها … مزارٌ حبيبٌ دونه طرقٌ عدا
و ما بيَ إلا أن أرى البدرَ ناطقا … و ثهلانَ شخصا جالسا متوسدا
و ليثَ الشرى تحت السرادق ملبدا … و بحرَ الندى فوق الأسرة مزدا
و أن أدرك العلياءَ شخصا مصورا … هناك وألقى العزَّ جسما محددا
و من بلغتهُ الأوحدَ الكافيَ المنى … تغزلَ مكفيا وفاخرَ أوحدا
لذاك اشتياقي ليس أن جازني له … على البعد إحسانٌ ولا فاتني ندى
مواهبهُ سارت لحالي كثيفة ً … و شعريَ مطلوبا وذكري مشيدا
فمن نعمة ٍ خضراءَ تسبق نعمة ً … له ويدٍ بيضاءَ لاحقة ٍ يدا
فتى لم أجد لي غيره فأقول ما … أعتم عطاءً من فلانٍ وأجودا
أنالَ وفي الأيام لينٌ وأيبستْ … فلم ينتقص ذاك النوالَ المعودا
إذا بلغَ الزوارُ بابك ألقيتْ … رحالُ ذليلٍ عزَّ أو حائرٍ هدى
و قلَّ من الآرابِ قلٌّ ضممتهُ … و قد جاز في الآفاق نهبا مطردا
تغلقُ أبوابُ الملوكِ أمامهُ … و يرعى لديها الجهلُ وهي لقى ً سدى
تدافعه آدابها وأكفها … مدافعة َ السرح البعيرَ المعبدا
كما شاءها كانت ببعدك دولة ٌ … جفوتَ فقد صارت كما شاءها العدا
فموكبها بعد السكينة نافرٌ … و مركبها صعبٌ وكان ممهدا
عدا الدهرُ فيها إذ نأيت بصرفه … و كان احتشاما منك يمشي مقيدا
فإن يك ضرت هجرة ٌ بعثَ أحمدٍ … فقد حطَّ هجرُ الريّ رتبة َ أحمدا
تعزلَ عنها والمقاليدُ عنده … و وازرها والكدُّ فيمن تقلدا
أيخشى ابن إبراهيمَ فوتَ وزارة ٍ … و قد حازها سقفَ السماء وأبعدا
و لما بدت للعين وقضاءَ جهمة ً … و كانت تريك البدرَ والظبيَ أجيدا
معنسة أفنيت عمرَ شبابها … فلم يبقَ إلا الشيبُ فيها أو الردى
نهضتَ على الإحسان فيها ولم تقم … و عيشك إلا وهي تزعجُ مقعدا
تزوجتها أيامَ تنكحُ لذة ً … و سرحتَ إذ كان النكاحُ تمردا
و خلفتها قاعا يغرُّ سرابها … يديْ حافرٍ لم يسقَ منها سوى الكدا
قليلِ اطلاعٍ في العواقب لو درى … مشقة َ ما في منصدرٍ ما توردا
تلبسها جهلا بأنك لم تكن … لتنزعها لو كنتَ تنزعُ سؤددا
تحدثني عنك الأماني حكاية ً … بما أنا لاقٍ منك كالصوتِ والصدى
و كم زائرٍ منا حملتَ اقتراحه … مضى ساحبا رجلا وآب مقودا
و مثليَ لو دوني أتاك بنفسه … ذنابي وولي عنك رأسا مسودا
عسى عزمة ٌ أوتْ فمثلتَ كاتبا … يقرطس أحيانا فأمثلُ منشدا
و قائلة ٍ هل يدركُ الحطُّ قاعداً … فقلتُ لها هل يقطعُ السيفُ مغمدا
سيلقى بها الكافي عهودا وثيقة ً … لقد زادها الإسلامُ حقا وأكدا
رضيتُ وإن جدّ الجدوبُ تعففا … و عيشا مع الوجه المصون مبددا
و ميلا بنفسي عن لقاء معاشرٍ … أحتهم صخرا وأعصرُ جلمدا
أرادوا ببخلٍ أن يذموا فيعرفوا … خمولا كما أعطيتَ أنت لتحمدا
أعالج نفسا منهمُ مقشعرة ً … و أنفا إذا شموا المذلة َ أصيدا
هو المنقذى من شرك قومي وباعثي … على الرشد أن أصفى هواي محمدا
و تارك بيتِ النار يبكي شرارهُ … عليَّ دماً أن صار بيتيَ مسجدا
عليك بها وصالة ً رحمَ الندى … إذا اشتمل الشعرُ العقوقَ أو ارتدى
هجرنا لها اللفظَ المقلقلَ قربهُ … إلى السمع والمعنى العوانَ المرددا
يخالُ بها الراوي إذا قام منشدا … بما ملك اٌطراب قام مغردا
لكم آلَ إبراهيم نهدي مدائحا … و ذما إلى أعدائكم وتهددا
إذا عزَّ ملكٌ أن يدوم لمالكٍ … و طال على ذي نعمة أن يخلدا
فلا تعدمَ الدنيا الوساعُ مدبرا … يقوم بها منكم ولا الناسُ سيدا