أهلا بمن قهر الملوك ومرحبا … وأعز من حلت لرؤيته الحبى
وبحاجب الشمس الذي حجب الأسى … عنا وحاش لجوده أن تحجبا
والمستطار لسيفه فرق العدى … فرقا فكان هو السنا وهم الهبا
ملك نماه الملك يتبع تبعا … فيه ويعرب عن مآثر يعربا
قاد الجنود مكاثرا برماحها … شهب الدجى وبأسدها عدد الدبا
وسما فعادى بين آفاق العدى … خسف الدبور وكر يعتام الصبا
بكتائب تركت سنا شمس الضحى … طرفا سجا للنوم أو برقا خبا
تبني على الآفاق من جعد الثرى … فلكا بزرق السمهري مكوكبا
همة أورت زناد وقائع … غادرن رأس الدهر أشعث أشيبا
حتى تجلى في عجابة أوبة … آبت إلى الدنيا بأيام الصبا
من بعد ما وصل الأصائل بالضحى … تحت العوالي مسئدا ومؤدبا
متى توهمه الدجى بدر الدجي … يسري أو ابنا للكواكب أو أبا
به ناسبتها متعاليا … ومحلقا ومشرقا ومغربا
عزائم كلفتها أعلى العلا … فتسابقت شأوا إليه مغربا
مستحييات أن يعرج لحظها … لقبول ما أدنى الزمان وقرباب
لا يركب الملك الذلول ركابه … حتى يذل له الزمان المصعبا
حتى ينال العز أعلى مرتقى … ويفوز بالآمال أبعد مطلبا
جاوزن بالخيل المدى بعد المدى … وأطلن إظماء الأسنة والظبى
ما أوردتها من عداتك منهلا … إلا ابتدرن أمام ذلك مشربا
يطلبن في الأفلاك شاهقة العلا … ويدعن للأوعال شامخة الربى
متكرمات أن يناطح كبكبا … من كان في فلك المعالي كوكبا
هل من يساميه وأقرب ما يرى … منا إذا كان الغمام الصيبا
عدنا به من لا تعود مرقبا … منه فأصبح في ذراه مرقبا
فمن يوم عيد إلى يوم فتح … ومن يوم فتح إلى يوم عيد
وجود تفجر من نار بأس … وبأس تسعر من بحر جود
غلول يعيد شباب الكبير … وهول يشيب رأس الوليدأ
وسعي يزيد مدى كل يوم … إذا لم يكن في مدى من مزيد
فلو علم البدر عم السماء … أو البحر جلل وجه الصعيد
فكم صبحتك بفتح قريب … سرى ليلة ذات صبح بعيد
وكم حملت منك بيداء قفر … إلى الكفر من يوم حين مبيد
بكل كمي لأم نزور … ومن راحتيك لأم ولود
يجيب إليك صريخ المنادي … بأنزع من قلب صب عميد
وبقي وجوه الأهاويل عنك … لقاء هوى ما له من صدود
إذا قتل الحزم والسهل وافى … نفوس العدى من يدي مستقيد
وكل جواد نمته يداك … فأعرق في سرو بأس وجود
رعى بك كل حمى لم يرعه … صريخ المنادي بهاد وهيد
تضمنه خافقات البروق … تلألأ في مصعقات الرعود
وأوردتها كل ماء حماه … بريق السيوف وزأر الأسود
سريت فألحقت ليلا بليل … وسرت فوصلت بيدا ببيدا
كما قد وصلت حبال الغريب … وقربت مأوى القصي البعيد
ونادى نداك على الأرض حي … على مستقر الشريد الطريد
وجيش عقدت له في الجهاد … لواء سما بوفاء العقود
فزاد الضحى من سنا الشمس نورا … وليل السرى في نجوم السعود
وأصبحت أعلى جبال الأعادي … تزلزلها بجبال الحديد
فرعت الصياصي بشعث النواصي … وأبناء قوط بأبناء هود
بكل نجيب نمى في تجيب … بمجد الجدود وسعد الجدود
له في المدى كل بحر طموح … وفوق العلا كل قصر مشيد
مناقبهم لصدور الدهور … عقود نظمن نظام الغريد
وملكك سلك لذاك النظام … وأنت وسيط لتلك العقود
فأسربت بينهم يا بن يحيى … كبدر سرى بين زهر البعود
برجوما رميت بها في الضلال … على كل شيطان كفر
تذكرهم بذبال الرماح … صلاءهم النار ذات الوقود
وترهقهم كل طود يفاع … يمثلهم رهقا في صعود
وما فات صرف الردى من عليه … لنصرك عين رقيب عتيد
ولو كان وعدا لأنجزت لكن … خلقت خليقا بخلف الوعيد
ولو شمت سيفك في صدر كسرى … وقيصر بين الطلى والوريد
لما نلت حقك سعيا وهديا … ولا بعض ثار أبيك الشهيد
وفي الله أكفأت كأس المنام … وسمت جفونك فقد الهجود