ألا فتى يسألُ قلبي ماله … ينزو إذا برق الحمى بدا له
أصبوة ٌ إلى رخى ّ بالهُ … عن وجده تسقى البروقُ باله
وهبه شامَ بارقا تبلّه … أرواحه فكيف شامَ خاله
خاطفه كما اخترطت صارما … جاذب جهدُ قينهِ صقاله
فهبَّ يرجو خبرا من الغضا … يسنده عنه فما روى له
أراد نجدا معهببابلٍ … إرادة ً هاجت له بلباله
وانتسم الريح الصبا ومن له … بنفحة ٍ من الصَّبا طواله
وبالنخيل نائمٌ عن أرقى … ما استعرضَ الليلَ وما استطاله
أحببتُ فيه كلَّ ما أحببته … حتى تعشَّقت له عذّاله
أصغى إلى الواشي فحلَّ عهده … والغدرُ ما غيَّر عندي حاله
وملّني على النوى ولم أكن … أحذرُ معْ بعاده ملاله
مرَّ وبقَّاني أغادي ربعه … بجسدٍ يحسبه تمثاله
ولا أكون كلفاً بحبّه … ما لم يناحل بدني أطلاله
ويومَ ذي البان وما أسأرتُ من … ذي البان إلا أن أقول ما له
وأفرختْ عن فتنٍ جفونه … سبتْ مهاة َ الرمل أو غزاله
لا والذي لو عرف النَّصف حنا … على أسير الشوق أو أوى له
لولا خشوعي لهواه لم يدسْ … ظهرَ الثرى من أجتدي نواله
مشى فيا سبحان من عدّله … غصنا ويا سبحان من أماله
إلا بنو عبد الرحيم فالندى … يعدّهمْ قبيله وآله
قومٌ بأسمائهم استغنى الذي … أقسمَ لا يسأل خلقاً ماله
مباركو الأوجه تلقى بهمُ … غرّة شهر الخصب أو هلاله
إن أخلف الربيعُ واستخلفهم … على العباد فعلوا فعاله
أو أثبتت أخلاقَ قوم نعمة ٌ … كانوا سيوفَ الدهر ورجاله
واستخرجوا من طينة كانت بهم … عنصر بيت الفخر أو صلصاله
بنى عليها يزدجردُ لهمُ … ما كان كسرى قبله بنى له
صفَّتهم الأيام حتى استخلصت … منهم سلافَ المجد وزلاله
يرى أبٌ من ابنه أنجب ما … سرَّ ابنَ غيل أن يرى أشباله
لو ذارعَ الأفقَ غلامٌ منهمُ … ببيته لناله وطاله
أو طالع السؤدد من ثنيّة ٍ … لعمِّه أبصر منها خاله
وانتفض الملكُ فسلَّ منهمُ … مهندا صيَّره كماله
ألقى إليه حبله فقاده … على السواء فهدى ضلاّله
أبلجُ لا تبصرُ من هيبتهِ … جماله حتى ترى جلاله
تنهال أطوادُ الخطوب حوله … فلا ترى منهن خطبا هاله
شدَّ على الدولة ضبطا فهي لا … تجذبُ مذ ناط بها حباله
قام لها وقام غيرانَ بها … وزارة ً ما صلحت إلا له
خائفة ً تطلب من يجيرها … في الناس حتى علِّقت أذياله
ولم تزل من قبل أن يقبلها … تكثرُ في العطف بها سؤّاله
فظفرتْ بمن سلتْ كلّ أبى … غدرٍ بها مذ رزقت وصاله
من بعد ما دارت زمانا صدَّه … بوجهه واحتملت دلاله
أقرَّها تدبيره في منصبٍ … لو زاله المقدارُ ما أزاله
بالصارمين سيفهِ ورأيهِ … نال من اشتراطها ما ناله
وكرمٍ لو كاثر السُّحبَ به … لوازن القطارَ أو لكاله
إذا سقى البحرُ المحيطُ ملحه … سقى السؤالَ معذبا سلساله
تدفُّقٌ يريك ما أناله … تحت يديه واديا أساله
لا يألم الفقرَ الذي محَّضه … يوما إذا عمّ الغنى سؤَّاله
ولا يبالي أملا فات إذا … بلِّغ كلُّ طالبٍ آماله
حبَّبه إلى النفوس خلُقٌ … لو ذاقه عدوُّه حلا له
وبشرُ وجه لو سكبتَ ماءه … في كأسه حسبته جرياله
والحلم حتى لو وزنتَ حلمهُ … إلى أبانَ لم يزن مثقاله
مشت على محجَّة ٍ سويّة ٍ … أفعاله تابعة ً أقواله
وقوَّد الناسَ بحبلِ عادلٍ … لم ينتكث مذ وليَ أنفتاله
فمحسنٌ يرجوالنجاة َ عنده … إلى مسئٍ يتّقى نكاله
والناس بين آمنٍ وخائف … كلُّ يرى حاضرة ً أعماله
مَن حاملٌ ألوكة ً من ظالع … مخفّفٍ يبثُّها أثقاله
قريبة ُ المطرح لاجياده … في طرقها ينضي ولا جماله
يستأذن السؤددَ في إدآبها … والمجدَ حتى يليا إيصاله
قل للوزير إن أصاخ سمعه … إلى الهوى المظلومِ أو وعى له
يا لمحبٍّ مغضبٍ لو أنه … في حبكم مستعذبٌ خباله
لو جدَّ في أن يستقيل ساعة ً … من الغرام بك ما استقاله
تغيَّرُ الأحوال بالناس ولا … يغيِّر الوجدُ بكم أحواله
نسى فيما يخطر يوما ذكرهُ … ببالكم وقد شغلتم باله
ومُلَّ غيرَ واصلٍ وإنما ال … مملولُ من كاثركم وصاله
تركتموه والزمانَ وحدهُ … ملاقيا بغدره أهواله
مخاوضا بمنّة ٍ مضعوفة ٍ … بحاره مزاحما جباله
منتبذا نبذَ الحصاة إن جفا … أو زار لم يحفلْ به إحفاله
أين زماني الرطبُ فيكمتربتْ … يدُ زمان قلَّصتْ ظلاله
وعهدى التالدُ فيكم ما الذي … بدّله عندكمُ أو غاله
ها أنا أبكيه فهل من ردَّة ٍ وذلك البشر الذي ألفتُهُ منك حفِيًّا بِيَ ما بدا لَه … لفائتٍ على فتى ً بكى لهسقط بيت ص
وملبسٌ هو الجمالُ لم تزل … تكسوه لمْ سلبتني سرباله
الله يا أهل الندى في رجلٍ … إن فات عزَّ أن تروا أمثاله
لا تلدُ الأرضُ الولودُ أبدا … لنصرِ أحسابكمُ أخا له
أنتم ربيعي فإذا أعطشتمُ … أرضي من يبلُّ لي بلاله
كيف يكون مثلا في صدّكم … مسيِّرٌ في مدحكم أمثاله
قد طبّق الغبراءَ ما أرسلهُ … فيكم وليس تاركا إرساله
من كلّ متروكٍ عليه شوطه … قد سلَّم السبقُ له خصاله
لا تطمع النكباءُ أن تدركهُ … ولا يدُ الجوزاء أن تناله
يجتمعُ الناسُ على توحيده … ويجلس الإفصاحُ إجلالا له
فكلّ مسموعٍ سواه وثنٌ … يضلُّ من يعبده ضلاله
أنشده مستعذبا لمثله … في زمني كأنّ غيري قاله
يزوركم في كلّ يومِ غبطة ٍ … يختالُ في دوركم اختياله
تعرَّفونَ فضلَ إقبالكمُ … إذا رأيتم نحوكم إقباله
وقد عرفتم صدقهُ مبشِّرا … ويمنهُ إذا زجرتم فاله
فكاثروا أبياتهُ بعددٍ … من عمركم وسايروا محاله
واستخدموا الأقدارَ في أمركمُ … تسمعه وتسرعُ امتثاله
لكم من الملك الذي أطابه … قاسمه بالعزّ وأطاله
مكتسبٌ بسعيكم إلى العلا … حتى يكون حلوهُ حلاله
وغدرة الأيامِ لعدوِّكم … أولى لمن عاداكمُ أولى له