أرأيتَ أمْ حبستْ لحاظكَ عبرة ٌ … طللاً لسعدا بالمحصَّبِ أو قصا
تبعَ الرِّياحَ وكان يسألُ مفصحاً … عنْ ساكنيهِ فصارَ ينطقُ معوصا
دمنٌ إذا شخصتْ لعينكَ أشرفتْ … نزواتُ قلبكَ يقتضيكَ مشخصا
بعدتْ بآثارِ الأنيسِ عهودها … فوحوشها في نجوة ٍ أنْ تقنصا
وكأنَّ جائمة َ الثِّغامِ بعقرها … أشياخُ حي جالسينَ القرفصا
ولقدْ تعدُّ فلا تعدُّ بطالة ً … لكَ في ثراها بدِّدتْ بددَ الحصا
أيَّامُ عيشكَ باردٌ متلوِّمٌ … وسواكَ ينهشُ عيشهُ مستفرصا
وعليكَ منْ ظللِ الشَّبابِ وقاية ٌ … ظلٌّ لعمركَ حينَ أسبغَ قلِّصا
ندمانَ سافرة ِ الجمالِ إذا احتمتْ … عيناً تنقَّبتِ البنانَ الرُّخَّصا
ريَّاً إذا هزَّتْ لشغلٍ غصنها … أمرَ الكثيبُ وراءها أنْ تنكصا
سمجتْ فغودرَ كلُّ ذنبٍ عندها … إلاَّ الخيالُ تكذباً وتخرُّصاً
وعجبتُ منها والموانعُ جمَّة ٌ … منْ أنَّها وجدتْ إليَّ تخلُّصا
طرقتْ وشملتها الدَّجى فأسرَّها … سيئاً ونمَّ بها الحليُّ فأوبصا
مالي سمحتُ بحظِّ نفسي ذاهباً … في الغافلينَ وبعتُ حزمي مرخصا
والدُّهرُ يوسعني إذا عاصيتهُ … لحظاً يسارقني التَّوعُّدَ أخوصا
ولقدْ كفاني شيبُ رأسي عبرة ً … وعلى الفناءِ دلالة ً أنْ نقِّصا
فلأركبنَّ إلى السلامة ِ غاربي … عودَ إذا وخدِ المهاري أو قصا
أنسَ بأشباحِ الفيافي طرفهُ … لا يطبِّيهِ منفِّرُ أنْ يقمصا
يطسُ الثَّرى ورداً وينصلُ أورقا … ممَّا ارتدى بغبارهِ وتقمَّصا
متحرياً بهدايتي وأدائهِ … في حيثُ لاتجدَ القطاة ُ المفحصا
في فتية ٍ يتبادلونَ نفوسهمْ … في الحقِّ أينَ رأوهُ لاحَ محصحصا
ومسوِّمينَ ضوامرا أعرافها … تفلى بأطرافِ الرِّماحِ وتنتصى
تبعوا هوايَ مكلفاً أو مؤثراً … وتعلَّقوا بي مازحاً أو مخلصا
وإذا بلغتَ بناصحٍِ أو مدهنٍ … ما تبتغيهِ فقدْ أطاعكَ منْ عصى
يشكو ملالي نافرٌ خلقي بهِ … ولقدْ اكونُ على التَّواصلِ أحرصا
وتصبُّ نفسي غيرَ أنِّي لمْ أجدْ … خلاًّ سقاني الودَّ إلاَّ غصَّصا
قدْ كنتُ أطلبُ منْ عدوي غرّة ً … فالآنَ أطلبُ منْ صديقي مخلصا
كمْ صاحبٍ بالأمسِ صادفَ بطنة ً … فترتْ بهِ لمّا رآني مخمصا
لمْ يلفِ لي عيباً وطالعَ عرضهِ … فرنا إليَّ بعيبهِ وتخرّّصا
عدِّ بنِ أيّوبٍ ورضْ شيمي ترضْ … متراجعاتٍ عنْ سواهُ حيَّصا
أنفقتُ كلَّ مودَّة ٍ أحرزتها … سرفاً ورحتُ بودِّهِ متربِّصا
منْ معشرٍ شرعوا إلى حاجاتهم … أسلا كفتهُ مداهمُ أنْ يخرصا
منْ كلِّ أرقشَ إنْ تأوّدَ ثقَّفتْ … منهُ البلاغة ُ أو تسدَّدُ أقعصا
يتوارثونَ بهِ العلاءَ فسابقٌ … يمضي وقافٍ إثرهُ متقصِّصا
ولدتْ حلومهمْ وهمْ لمْ يولدوا … منْ قبلِ أنْ قرعتْ لذي الحلمِ العصا
كرماءُ حبَّبهمْ إليَّ كريمهمْ … إنَّ الهوى ما عمَّ حتَّى خصَّصا
بمحمَّدٍ ردَّتْ على أعقابها … عنْ ساحتي غشمُ الحوادثِ نكَّصا
أعطى فأغنا مسرفاً متعدّياً … ميسورهُ كرماً وودَّ فأخلصا
وخبرتُ قوماً قبلهُ وخبرتهُ … فعرفتُ مولى السَّيفِ منْ عبدِ العصا
تفدي ثرى قدميك قمّة ُ ناقصٍ … حزتَ العلا ملكاً وطرَّ تلصُّصا
حرمَ السِّيادة ُ يافعاً فاستامها … شيخاً فكانَ كناكحٍ بعدَ الخصا
لمّا جلستَ وقامَ ينشرُ باعهُ … جهدَ التَّطاولِ لمْ يجدِ لكَ أخمصا
لو ذمَّ ما ألمِ المذمَّة ِ عرضهُ … ما ينقصُ العوراءُ منْ أنْ تبخصا
وأنا الّذي سرَّ القلوبَ وساءها … ما حكتهُ لكَ مسهباً وملخِّصا
وتناذرَ الشُّعراءُ مسَّ لواذعي … والجمرُ يحمي نفسهُ أنْ يقبصا
واستمتني رقِّي فبعتكَ مرخصا … عنْ رغبة ٍ وكواهبٍ منْ أرخصا