أجيرة َ قَلبي، إن تَدانَوْا، وإن شَطُّوا … ومُنَيَة َ نَفسى ، أنْصَفُوني أو اشْتَطُّوا
عصَيْتُ اللَّواحِي فيكُمُ، وأطعتُمُ … مقَالَهُمُ، ما هكذا في الهَوى الشرْطُ
ولو عَلمُوا مقدارَ حَظِّي منكُمُ … وهمّي بكم زال التّنافُسُ والغَبْطُ
إذا كانَ حظّي منكُمُ في دنُوِّكُم … صدود وهجر فالتداني هو الشحط
فيا قلب مهلاً لا ترع إن قربهم … إذا هَجروا، مثلُ الَّتنائِي إذا شَطُّوا
هواهم هوى ً لا البعد يبلي جديده … لدَيْنا، ولا عَالِيه بالهجر يَنْحطُّ
أحبهم حبي الحياة محبة ً … جرت في دمي والروح فهي لها خلط
لهم من فؤادي موضع السر والهوى … فمحض هواهم في سويدائه وخط
يُعللُني شَوقى ِ بَزْورِة طَيفهم … وَجَيْبُ الدُّجَى عن واضح الصبح منحَطُّ
وطرفي يراعي النجم حيران مثله … إلى أن دَعَاهُ في مغَارِبِه الهَبْطُ
عجبت له كيف اهتدى لرحالنا … وكم للوى من دون تعريسنا سقط
وكيف فرى عرض الفلا من يؤوده … ويَبهُرهُ في جانِب الخدرِ أن يَخْطو
فلما استفاض الفجر كالبحر وانبرت … نُجومُ الدُّجى فيه تَغورُ، وتَنْغَطَّ
أسفت على زور أتاني به الكرى … وما زارني مذ كان مستيقظاً قط
إذا مَاسَ خلتُ المسَّ غَال عقولَنا … وخامرها من سورة الوجد إسفنط
يَقولُون: خُوطٌ، أو قَناة ٌ قويمة ٌ … وما قده ما ينبت البان والخط
شبيهة أم الخشف جيداً ومقلة ً … بجِيدك تزدانُ القلائدُ والقُرطُ
تروض جو جبته وتضوعبت … ربى ً مسها مما تسربلته مرط
حكى وجهُكِ الشمسَ المُنيرة َ في الضُّحَى … ولونَ الدَّياجِى شَعرُكِ الفاحمُ السَّبطُ
فتكت بَبتَّاك الحُسامِ، إذا هَوَى … على مفرد ثناه في المعرك القط
وما خلت آساد الشرى إذ تبهنست … فرائس غزلان الصريمة إذ تعطو
فيا عجباً من فاتر الطرف فاتن … سطا بكمي لم يزل في الوغى يسطو
فأرَداهُ فردُ الحُسن فرداً، وإنَّه … ليرهُبه من رَهط قَاتِلهِ الرَّهطُ
أيَا ساكِنى مصرٍ، رضَانَا لِبُعدِكُم … عن العيش والأيام لا تبعدوا سخط
إذا عن ذكراكم ظللت كأنني … غَريقُ بحارٍ ما للُجَّتِها شَطُّ
وألزم كفي صدع قلب أطاره … جوَى الشوقِ، لولاَ أن تداركُه الضَّبطُ
فهل لي إليكم أو لكم بعد بعدكم … إياب فقد طال التفرق والشط
أراكم على بعد الديار بناظر … لكل فراق من مدامعه قسط
إذا عاينَ التَّوديعَ أرسَل لُؤلؤاً … من الدمع لم يجمع فرائده اللقط
وما شفه إلا نوى من يوده … وفرقة ألاف هي الميتة العبط
فراق أتى لم تخبر الطير كونه … ولاَ رَفَعُوا فيه الحُدوج ولا حَطُّوا
تلقته مني سلطة وصريمة … ومن لِي أنِّي بَعدَ وشْكِ النَّوَى سَلْطُ
وما كنت أدري أن للشوق زفرة ً … تزيد كما ينمي ويضطرم السقط
برغمى أن تمسي وتصبح دونكم … فَيافٍ، لأَيدي الجُردفي وْعرِهَا لَغْطُ
وأن تنزلوا دار القطيعة والقلى … وجيرانكم بعد الكرام بها القبط