أتكتمُ يومَ بانة َ أم تبوحُ … و أجدرُ لو تبوحُ فتستريحُ .
حملتَ البينَ جلدا والمطايا … بوازلها بما حملتْ طلوحُ
و قمتَ وموقف التوديع قلبٌ … يطير به الجوى وحشاً تطيحُ
تلاوذُ حيثُ لا كبدٌ تلظى … بمعتبة ٍ ولا جفنٌ قريحُ
فهل لك غير هذا القلبِ تحيا … به أو غير هذي الروحِ روحُ
لعمرُ أبي النوى لو كان موتا … جنتْ لك فهو موتٌ لا يريحُ
يفارقُ عاشقٌ ويموتُ حيٌّ … و خيرهما الذي ضمنَ الضريحُ
و قال العاذلون البعدُ مسلٍ … فما لجواك ضاعفه النزوحُ .
و في الأظعانِ طالعة ً أشياً … أبو لونين مناعٌ منوحُ
سلافة ُ ريقهِ بسلٌ حرامٌ … و وردة ُ خده مما يبيحُ
إذا كتمته خالفة ٌ وخدرٌ … وشى بمكانه المسكُ النضيحُ
أسارقه مسارقة ً ودون ال … خلاطِ به الأسنة ُ والصفيحُ
و لم أرَ صادقَ العينين قبلي … أضلَّ فدله شمٌّ وريحُ
أيا عجبا يهتكُ في سلاحي … و قد حطم القنا طرفٌ طموحُ
و يقنصني على إضم وقدما … قنصتُ أسودها رشأٌ سنيحُ
رمى كبدي وراح وفي يديه … نضوح دمي فقيل هو الجريحُ
و أرسلَ لي مع العواد طيفا … يرى كرما وصاحبهُ شحيحُ
إذا كربَ الرميُّ يبلُّ شيئا … ألمَّ فدميتْ تلك القروحُ
فقال كم القنوطُ وأنت تحيا … و كم تأتي الغنيَّ وتستميحُ
شكوتَ وَ من أرى رجلٌ صحيحٌ . … فقلتُ له وهل يشكو الصحيحُ
فما لك يا خيالُ خلاك ذمٌّ … أتاحك لي على النأي المتيحُ .
فكيف وبيننا خيطا زرودٍ … قربتُ عليكَ والبلد الفسيحُ .
أعزمٌ من زعيم الملك تسري … به أم من ندى يده تميحُ
حملتَ إذاً على ملكٍ كريم … إلى رحلي يعودُ بك المسيحُ
و جئتَ بنائلِ لا البحرُ منه … بمنتصفٍ ولا الغيثُ السفوحُ
حمى اللهُ ابنَ منجبة ٍ حماني … و قد شلت على الراعي السروح
و سدَّ بجوده خلاتِ حالي … و قد ضعفتْ على الخرقِ النصوحُ
تكفلَ من بني الدنيا بحاجي … نتوجٌ في عقائمها لقوحُ
تفرغ لي وقد شغلَ المواسي … و خالصني وقد غشَّ الصريحُ
و قام بنصرِ سؤدده فسارتْ … مطالعهُ وأنجمهم جنوحُ
حلتْ مدحي لقومٍ لم يهشوا … و غناه فأطربه المديحُ
كأنّ الشعرَ لم يفصحْ لحيًّ … سواه وكلهم لحنٌ فصيحُ
جوادٌ في تقلبِ حالتيه … فلا سعة ٌ تبين ولا رزوحُ
إذا قامت له في الجود سوقٌ … فكلُّ متاجرٍ فيها ربيحُ
تمرن في السيادة منه ماضٍ … على غلوائه لا يستريحُ
جرى متدفقا في حلبتيها … كما يتدفق الطرفُ السبوحُ
و جمع ملكُ آل بويه منه … على ما شتت الكافي النصيحُ
يقلبُ منه أنبوبا ضعيفا … تدينُ له الصفائح والسريحُ
و كان الفارسَ القلميَّ يبلى … بحيثُ يعردُ البطلُ المشيحُ
ورى بضيائه والليلُ داجٍ … خفوقَ النورِ منبلجٌ وضوحُ
أضلَّ الناسَ في طرق المعالي … سبيلاً بين عينيه يلوحُ
و ضمَّ الحبلَ محلولي مريراً … أخو طعمينِ منتقمٌ صفوحُ
فيوم الأمنِ ورادٌ شروبٌ … و يوم الغبن عيافٌ قموحُ
أبا حسنٍ عدوك من ترامى … به الرجوانِ والقدرُ الجموحُ
إلى متمرد المهوى عميقٍ … فتطرحه مهالكهُ الطروحُ
تفرسَ في الغزالة ِ وهو أعشى … ليقدحَ في محاسنها القدوحُ
يناطحُ صخرة ً بأجمَّ خاوٍ … أيا سرعانَ ما حطمَ النطيحُ
بحقك ما أبحتك من فؤادي … مضايقَ لم ينلها مستميحُ
أصارك وهي خافية ٌ إليها … ودادك لي ونائلك السجيحُ
فإن أخرستَ ريبَ الدهر عنيّ … بعونك والنوائبُ بي تصيحُ
و لم تبعلك بي مترادفاتٌ … من الحاجاتِ تغدو أو تروحُ
و غيرك حامَ آمالي عطاشا … عليه وما يبلُ لهنّ لوحُ
تزاورَ جانبا عن وجه فضلي … فضاع عليه كوكبيَ الصبيحُ
جفاني لا يعدُّ عليَّ ذنبا … بأعذارٍ وليس لها وضوحُ
أعاتبهُ لأنقله ويعيا … بنقلِ يلملمَ اليومُ المريحُ
و كم أغضيتَ إبقاءً على ما … أتى وسترتَ لو خفيَ القبيحُ
فلا تعدمك أنتَ مكرراتٌ … على الآفاق تقطنُ أو تسيحُ
لها أرجٌ بنشرك كلّ يومٍ … على الأعراض ضوعته تفوحُ
تصاعدُ في الجبالِ بلا مراقٍ … و يقذفُ في البحار بها السبوحُ
تمرُّ عليكَ أيامُ التهاني … و منهنّ المباركُ والنجيحُ
بجيدِ المهرجان وكان عطلا … قلائدُ من حلاها أو وشوحُ
بشائرُ أنَّ عمركَ في المعالي … يعدُّ مضاعفا ما عدَّ نوحُ